استيقظ الشارع الفلسطيني، صباح اليوم الثلاثاء، على خبر ارتقاء الأسير الوطني الشهيد خضر عدنان في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد إضرابا عن الطعام استمر لـ87 يوماً.
وأجمع محللون خلال حديثهم لـ"فلسطين الآن" أن تصاعد أعمال العنف ضد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال سيولد موجة مواجهة جديدة، في الوقت ذاته داعياً الأسرى للسير على نهج الشهيد عدنان في الإضراب عن الطعام لنيل الحرية.
ردع الأسرى محاولة يائسة
وقال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد أبو زهري، إن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تصفية الشيخ خضر عدنان في محاولة يائسة منه لردع الأسرى والقضاء على أي محاولات مستقبلية لخوض معركة جديدة للإضراب عن الطعام من قبل الأسرى.
وأشار أبو زهري في حديثه لـ"فلسطين الآن"، إلى أنه من الوارد أن يكون إعلان استشهاده جاء متأخرا من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد أن استكمل العدو الترتيبات والاستعدادات الداخلية خشية من أي ردود محتملة على هذه الجريمة".
وأضاف: "الجهات والهيئات الدولية ذات العلاقة تتحمل كامل المسؤولية نتيجة تقاعسها عن القيام بدورها وعجزها التام عن ادانة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه المروعة وتعاطيها بصورة غير منصفة مع قضية الأسرى".
وتابع: "من حق شعبنا بأن يرد على هذه الجريمة بالطريقة التي يراها مناسبة وهي فرصة لإشعال ساحة الضفة الغربية في وجه العدو ليدفع ثمن جريمته".
نيل الحرية أعلى من الروح
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي، مفيد أبو شمالة، أن استشهاد حضر عدنان يعتبر بالحدث الكبير والخطير بعد هذه التضحية الكبيرة التي قدمها ليُنهي ظاهرة الاعتقال الإداري، مؤكدا أنه ركز على حرب الأمعاء الخاوية ولفت الأنظار للانتهاك الكبير الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيين والحدث بعد استشهاده سيكون له تداعيات كبيرة.
وتوقع أبو شمالة في حديثه لـ"فلسطين الآن"، بأن يكون هناك فعاليات كبيرة جماهيرية وشعبية وشكل من أشكال التصعيد المتدحرج كرد على الإهمال والتقصير من إدارة مصلحة السجون بحق الأسير الشهيد خضر عدنان.
واعتبر أبو شمالة أنه باستشهاد الأسير عدنان سلط الضوء على قضية هامة وهذا يعني مواصلة الطريق لكشف هذه الممارسات بحق أسرانا البواسل.
وأضاف: "الأسير الشهيد خضر عدنان له باع طويل في الإضراب عن الطعام حيث قام بالإضراب وحقق حريته في كل مرة وهذه المرة ربما هي الأطول والأخطر على صحته ولكن إصراره على نيل حريته كان أعلى من مسألة الروح".
وختم حديثه مؤكدا بأن يكون للأسرى وقفات إضراب عن الطعام لمدة معينة كأحد أشكال للتأكيد على رسالة الشهيد عدنان وستكون فعاليات شعبية وهناك تخطيط من قبل فصائل العمل الوطني والإسلامي لجُملة من الفعاليات التي سيتم تنظيمها تأكيدا على أهمية إطلاق سراح الأسرى جميعا دون قيد أو شرط وإنهاء ظاهرة الاعتقال الإداري إلى الأبد.
واستشهد الأسير الشيخ خضر عدنان، فجر اليوم الثلاثاء، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوماً.
وأكدت الحركة الأسيرة استشهاد عدنان، جراء إضرابه عن الطعام ورفض الاحتلال تقديم العلاج له على الرغم من تدهور وضعه الصحي.
وهذه هي المرة السادسة التي يضرب فيها عن الطعام، وهي الأطول، حيث باشر إضرابه منذ اعتقله الاحتلال في الخامس من فبراير الماضي؛ وذلك رفضًا لاعتقاله.