نشرت قناة "DW" الألمانية، وثائقيا عن مدينة يافا الفلسطينية في الداخل المحتل، وكيف أصبحت قبلة للمستثمرين وسماسرة العقارات، وأصبحت منطقة مكلفة جدا للسكن.

ولفت الوثائقي إلى أوامر الإخلاء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، بحق السكان الذين يعيشون هنالك منذ سنوات طويلة، إلى جانب قانون حماية المستأجرين، الذي يقول خبراء إنه يهدف إلى إخلاء "المستأجرين المحميين" (في إشارة إلى السكان الفلسطينيين الذين كان أجدادهم يسكنون هذه البيوت).

وأشار الوثائقي إلى حرب 48 التي هجرت معظم سكان يافا، وأصبحت أملاكهم هناك "أملاك غائبين"، ثم عينت دولة الاحتلال مسؤولا لإدارة أملاك الغائبين للصالح العام.

أخبار ذات صلة

الاحتلال يواصل سياسة التهجير القسري بحق سكان شمال القطاع

هكذا أجاب بايدن صحفية سألته عن إمكانية عقد صفقة قبل نهاية ولايته

ولفت الوثائقي كيف جاء المهاجرون اليهود من بلغاريا، وسكنوا بيوت سكان يافا الغائبين، وتولت شركة حكومية أمور تأجيرهم العقارات.

وتحدث عدد من سكان يافا بمداخلات في الفيلم الوثائقي، عن تهجيرهم من بيوتهم في حي العجمي الشهير، لإحلال مستثمرين وسكان أغنياء آخرين في المدينة التي أصبحت باهظة الثمن.

وأشار بعضهم إلى أن السكان الجدد الأغنياء الذين يصلون إلى المدينة لا يريدون رؤية العرب فيها، ولا سماع صوت أطفالهم.

وكطريقة أخرى لدفع السكان إلى المغادرة، تم منع البناء، والتجديد، وصيانة العقارات القائمة، في إهمال متعمد من سلطات الاحتلال.

وفي وقت سابق من عام 2021، سلطت صحيفة عبرية الضوء على حالة التوتر المتصاعدة التي تمر بها مدينة يافا بالداخل المحتل عام 1948، جراء سياسات التهويد ومحاولات السيطرة على عقارات فلسطينية في حي العجمي، مؤكدة أن "الانفجار التالي في يافا قريب".

وبينت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها من إعداد "بار بيلغ"، أن مدينة يافا المحتلة "ضجت ثلاث مرات مؤخرا؛ في حي العجمي، باضطرابات استمرت لأيام، وأعمال البلدية في مدفن الإسعاف التي أثارت احتجاجا استمر مدة شهرين".

وتابعت الصحيفة: "من الأسباب الرئيسية للضغط في يافا الأمن الشخصي المتردي، بعد حالات قتل كثيرة لأبرياء"، منوهة إلى أن يافا المحتلة تعاني من "ضائقة في السكن وتواصل ارتفاع أسعار الشقق".

وأشارت إلى أن خلفية المظاهرات والاحتجاجات التي وقعت سابقا ترجع إلى محاولة بيع قطعة أرض في حي العجمي لصالح المدرسة الدينية "شيرات موشيه" (يهودية متطرفة) في يافا، حيث وصل رئيس المدرسة الدينية موشيه شندوفتس، ومديرها إلى قطعة الأرض المذكورة، وتم طردهما من المكان، موضحة أنه بعد تلك الأحداث "جرت مظاهرة لليهود وأخرى للعرب، انتهتا بعدد من الإصابات".

ولفتت إلى أن الحادثة أعادت سكان يافا إلى عام 2015، ففي حينه اقتحم رجال المدرسة الدينية بيتا في شارع "تسيونا تيجر" وهو ملك للعرب تركوه في 1948، وتم نقله بقوة قانون "أملاك الغائبين" إلى ملكية إسرائيل وشركة الإسكان العام "عميدار" التي بدورها أسكنت فيه عائلات يهودية.

وزعمت أن "من قام بشراء هذا العقار، يهودية من الأرجنتين، نقلت ملكيته كتبرع وليس بطابو، للمدرسة الدينية، وفي العجمي خافوا من أن تكرر سنة 2015 نفسها"، حيث خرجت مظاهرات رافضة لمخطط استيطاني، يرمي إلى تحويل العجمي ليكون يهوديا بشكل كامل.