أمسك أبو يزن حقيبة صغيرة على كتفه، فيها ملابس داخلية وخارجية، مع علبة جبنة "فيتا تَصْبِيرَا"، وقلم ودفتر، وأوقف سيارة على الخط ليهاجر.... أوقفته إلى أين يا أبو يزن؟. قال لي: أريد أن أهاجر من غزة ؟! ضحكت كثيراً حتى التفت كل من في الشارع إلي، وقلت له: بدون تنسيق ولا جواز ولا فيزا ولا معبر ولا واسطة ولا دنيا ولا عالم؟؟؟؟ بتفكر حالك وين؟!، وبعدين لماذا تريد الهجرة؟؟. قال لي: لكي أرى العالم؟ - غريب أنت يا أبو يزن ولكن العالم كله بين يديك, في غزة كل شيء يا رجل..!! - كيف يا حبيبي؟! أقول لك، الحي النمساوي في خانيونس، وكذلك الحي الهولندي، ومدينة حمد السكانية، وفي رفح الحي الياباني وحي البرازيل، وحي كندا، والمخيم السعودي، وفي الشمال مدينة الشيخ زايد..... في غزة لدينا المستشفى الأردني، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى ناصر، ومبارك، والمستشفى التركي, والجمعية العثمانية التركية. في غزة لدينا مجوهرات الخليج, وحمص لبنان, وخبز الشام، ومدينة أصداء للانتاج الاعلامي والهليودي... فعلاً أنت مبطَّر؟! - صحيح لدينا حي كندا ولكن لا يوجد شلالات نياجرا فيها؟! - أصلا أحسن النا عدم وجود الشلالات، لأنها خطر علينا!!.