تتجه الأنظار نحو مدينة القدس المحتلة، يوم الخميس القادم، وذلك مع استعداد المستوطنين المتطرفين إلى تنفيذ ما يعرف بـ"مسيرة الأعلام".
يأتي هذا الحدث السنوي في وقت تشهد المنطقة والأراضي الفلسطينية توترات كبيرة لا سيما بعد العدوان الأخيرة من قبل الاحتلال على قطاع غزة، والدعوات المتصاعدة للجماعات المتطرفة بمشاركة ضخمة في المسيرة وفي مقدمتهم وزراء ونواب كنيست الاحتلال.
وأجمع مختصون خلال حديثهم لـ"فلسطين الآن" أن تنفيذ المسيرة بمسارها المعلن من الممكن أن يشعل المنطقة من جديدة كما أدت لمواجهة خلال عام 2021، بالرغم من خروج الفلسطينيين من عدوان جديد قبل أيام، فالقدس قضية مركزية ولا يمكن السماح للاحتلال ومستوطنيه تنفيذ جريمتهم.
حسابات نتنياهو
الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، رأى أن الاحتلال يضع حسابات كثيرة لهذه المسيرة، وتحديداً بعد مواجهة مايو 2021 (معركة سيف القدس)، والتي شاركت فيها الساحات الفلسطينية كافة.
وأشار النعامي خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن حسابات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو معقدة في قضية إنفاد المسيرة، فهو ضعيف داخلياً وغير قادر على لجم شركاؤه بن غفير وسموتريتش، بالإضافة إلى أنه يعي تماماً حجم التحديات الأمنية الناجمة عن إطلاق العنان لوزرائه ومستوطنيه للقيام بالمسيرة في مسارها المعلن ودخولهم الحي الإسلامي والأحياء ذات الكثافة السكانية الفلسطينية.
واستبعد النعامي أن تسير المسيرة في مسارها المعلن لأنها ستُحطم كل قواعد اللعبة وقد تتحول عن مسارها في النقطة صفر، ومن الممكن أن يكون الحراك داخل الضفة الغربية والقدس بسبب الاحتكاك الكبير مع المستوطنين فاعلاً وكبيراً.
وتابع: "المطلوب فلسطينياً بمسيرة الأعلام أو بعدمها أن يتم العمل بكل قوة على عدم تغيب الضفة الغربية من ساحة المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لأنه تغيب الضفة وعدم مواجهة السلطة والتسليم لها سيقلص من فعل التأثير الفلسطيني".
توتر جديد
بدوره أكد الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، أن الاحتلال يتعامل مع هذه المسيرة وكأنها مسيرة من أجل أن تأكيد مكانته مدينة القدس.
وأردف فروانة في حديثه لـ"فلسطين الآن"، بأن المسيرة زاد تسليط الضوء عليها بعد ما يسمى بـ"صفقة القرن" في عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، فبعد ذلك زادت أهمية المسيرة لهم حتى يكرسوا هذا الأمر.
واعتبر أن المسيرة من قبل عامين كانت السبب في هبة القدس وفي 2021، واشعال المناطق الفلسطينية ويمكن أن تكون مدعاة لتوتر جديد لأنها قضية القدس هي القضية الأهم عن أبناء الشعب الفلسطيني.
وحذر من أن المخاطر الكبيرة للمسيرة يتمثل في اقتحام الأحياء الفلسطينية والتلويح بالأعلام بمشاركة عدد كبير من وزراء حكومة الاحتلال الذين يعملون لفرض أمر واقع والعمل على اقتحام الأقصى باعتباره أمر طبيعي لهم.
مسار المسيرة
من جانبه، توقع المختص في الشأن الإسرائيلي شاكر شبات في حديث مع "فلسطين الآن" أن تسمح حكومة الاحتلال السماح بتنظيم المسيرة في مسارها المعلن وذلك في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة من خلال نشر آلاف أفراد الشرطة وقوات أمنية لمرافقة المسيرة والسماح لها المرور في كل شوارع البلدة القديمة للتأكيد أن القدس العاصمة الموحدة لدولة الاحتلال، وتأكيداً على أهمية المسيرة التي سيشارك فيها عدد من وزراء حكومة الاحتلال وأعضاء من الكنيست.
ولفت إلى المخاطر التي قد ترافق المسيرة إذا تجاوزت الخطوط الحمراء من وجهة النظر الفلسطينية أي مرور المسيرة في أحياء البلدة القديمة وساحات باب العمود فإن احتمال حدوث احتكاكات بين قوات الشرطة والمقدسيين ومن مناطق أخرى ستكون واردة وقد تتسبب في إشعال حريق على كل الساحات سواء الضفة الغربية أو حدود قطاع غزة.
ولم يستعبد شبات أن تتدحرج الأمور إلى ما يشبه جولة صراع بين الاحتلال والمقاومة رغم تدخل الوسطاء تحديداً مصر لتهدئة الأوضاع من خلال ضبط سير وشعارات المسيرة.