أعلن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيقدم إلى الأمين العام بان كي مون طلب انضمام دولة فلسطين إلى المنظمة الدولية الساعة 15.35 بعد ظهر اليوم الجمعة بتوقيت غرينتش وقبل خطابه أمام الجمعية العامة. وردا على سؤال عن كون عباس سيقدم هذا الطلب خلال اللقاء الذي أعلنه قبل ذلك مسؤولون في الأمم المتحدة، رد رياض منصور بالإيجاب. ويمضي رئيس السلطة عباس قدما في خططه لتقديم الطلب الفلسطيني إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة رافضا نداء شخصيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتخلي عن خيار الأمم المتحدة واستئناف محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل. وختم أوباما اجتماعات مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء دون تحقيق انفراج بشأن القضية الفلسطينية وهو ما يسلط الضوء على الحدود الجديدة للنفوذ الأميركي ونفوذه الشخصي. وقال أوباما في وقت سابق للأمم المتحدة إن المفاوضات وحدها هي التي يمكن أن تقود إلى دولة فلسطينية. كما قال إن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) لإحباط أي إجراء فلسطيني في مجلس الأمن. [title]جهود وسيناريوهات[/title] وقد بذل دبلوماسيون جهودا حثيثة يوم الخميس لتجنب صدام وشيك بشأن خطط الفلسطينيين للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولتهم دون أي مؤشر على إحراز تقدم قبل 24 ساعة من تقديم طلب بهذا الشأن. ويركز الدبلوماسيون الآن على عدة سيناريوهات يأملون أن تحد من الأضرار. ويمكن أن يؤجل مجلس الأمن أي إجراء بشأن طلب عباس مما يعطي "رباعي" الوساطة المؤلف من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مزيدا من الوقت لإعداد إعلان قد يعيد الطرفين إلى طاولة المفاوضات. لكن رباعي الوساطة ربما لا يتمكن من الاتفاق على بيان في غضون اليومين القادمين يرضي الإسرائيليين والفلسطينيين الذين ما زالوا غير متفقين على وضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية. وهناك خيار آخر عرضه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتضمن تخلي الفلسطينيين عن خطوة مجلس الأمن لصالح الجمعية العامة التي يمكن أن تصوت على تصعيد الفلسطينيين من "كيان" إلى وضع "دولة غير عضو" مع إحياء محادثات السلام. وتعهد الفلسطينيون من جانبهم بالمضي قدما في الجهود في مجلس الأمن مع إبقاء الجمعية العامة خيارًا. [title]التركيز الأميركي[/title] في هذه الأثناء قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس إن الولايات المتحدة تركز جهودها على ما بعد مسعى الفلسطينيين نحو الحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية. وأضافت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "أعتقد أنه من المهم الإشارة إلى أنه بغض النظر عما يحدث الجمعة في الأمم المتحدة، سنظل نركز على اليوم التالي". وقالت كلينتون للصحفيين عقب اجتماع مع وزير الخارجية التونسي محمد مولدي الكافي "تشجعت بالاستماع من قبل القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية بشأن استمرار تعهدهم بالمفاوضات المباشرة". [title]دعوة أوروبية[/title] من جهته دعا رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التصرف بشجاعة للتغلب على خلافاتهما قبيل ساعات من تقديم الفلسطينيين طلبا لدى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة كاملة العضوية. وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس إن "رياح التغيير في أنحاء المنطقة يجب أن تساعدكم (الإسرائيليين والفلسطينيين) على الخروج من المأزق" ودعا الجانبين إلى التحرك حاليا لاستئناف المفاوضات المباشرة. وخاطب المسؤول الأوروبي كلا من عباس ونتنياهو بقوله "لقد حان وقت العمل". وأضاف "توجد مخاطر سياسية ولكن يتعين عليكم تجاوزها مثلما فعل أسلافكم بهدف تحقيق مستقبل أفضل وأكثر أمنا لمجتمعاتكم". [title]استياء فلسطيني[/title] وكانت حالة من الاستياء قد سادت في صفوف الفلسطينيين إزاء خطاب الرئيس الأميركي الذي أبدى فيه معارضته للمسعى الفلسطيني نحو اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، في حين عبر الإسرائيليون عن ابتهاجهم من الموقف الأميركي. فقد تظاهر نحو ألف فلسطيني الخميس احتجاجا على خطاب أوباما في وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، أما في قطاع غزة فتظاهرت مئات النساء أمام مقر الأمم المتحدة للتعبير عن احتجاجهن على خطاب أوباما وتأييدهن لتوجه الرئيس عباس. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن أمس الأربعاء -في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- معارضة بلاده لتوجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن للحصول على عضوية في الأمم المتحدة، داعيا إلى مواصلة المفاوضات الثنائية التي يرى الفلسطينيون أنها لم تحقق لهم شيئا. وقبل تلك الكلمة أبلغ أوباما محمود عباس، أن التحرك في الأمم المتحدة لن يحقق الدولة الفلسطينية، وأن الولايات المتحدة سوف تستخدم حق النقض (الفيتو) لإحباط أي تحرك في مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية. [title]ابتهاج إسرائيلي[/title] وفي إسرائيل استقبلت الطبقة السياسية في الحكومة والمعارضة خطاب أوباما بكثير من الارتياح والترحيب، حيث شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس أوباما على خطابه، وقال إنه "شهادة احترام وتقدير".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.