22.21°القدس
21.99°رام الله
21.08°الخليل
27.22°غزة
22.21° القدس
رام الله21.99°
الخليل21.08°
غزة27.22°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: عــالم إفــك

عالم القوى الكبرى مبني على الإفك والنفاق، ومحروس بالمكر والخداع والبلطجة في آن . كثيرة تلك الأمثلة التي تصرخ بصحة هذا الأمر لكن أكثرها سطوعاً هو الموقف من القضية الفلسطينية . البلدان الغربية تناور منذ عقود من أجل منع وصول الفلسطينيين إلى حقوقهم في الوقت الذي تشن الحروب باسم الديمقراطية وتتآمر على البلدان باسم الحرية . لا بل إنها أرسلت الطعم تلو الطعم إلى الفلسطينيين من أجل إجهاض كل محاولاتهم للوصول إلى حقوقهم . آخر هذه الطعوم وعدهم بتمكينهم من الحصول على دولتهم المستقلة . وجعلوا من هذا الوعد مضغة يجترونها عاماً بعد عام يلهونهم به عن الحقائق على الأرض التي تتكون بالإرهاب “الإسرائيلي” . وحينما طفح الكيل بأكثر الفلسطينيين تفاؤلاً بصدق الوعود الغربية وأرادوا اختبار هذه الوعود في المحافل الدولية وليس في ساحات العنف، إذ بالغرب تقوم قيامته، فأصبحت الدولة التي يعدون بقيامها كارثة دبلوماسية، وخطراً على “إسرائيل”، كما أصبحت الأمم المتحدة ليست الطريق الأمثل إليها . سقطت طريق المفاوضات لأنها لم تنجز شيئاً بسبب الرفض “الإسرائيلي” وممالأة اللجنة الرباعية لها، والاحتيال الغربي لمصلحتها . طريقان لم يجديا نفعاً، لأن أولهما أفلس، وثانيهما يجهض . فماذا تريد البلدان الغربية؟ الإفك الغربي ظاهر في توزيع الأدوار بين قواها، بعضها يهدد بالفيتو، وبعضها يقزم الانضمام إلى الأمم المتحدة، وثالث ينصح الفلسطينيين ب”التعقل” . الفلسطينيون ذهبوا إلى الأمم المتحدة لتحقيق جوهر قراراتها وما أصبح العالم كله يقر به، أي قيام الدولة الفلسطينية . والأمم المتحدة ليست منظمة إرهابية متطرفة حتى تصدر منها قرارات متطرفة، فهي تخضع للنفوذ الغربي نفسه . الفلسطينيون أرادوا أن يخففوا على البلدان الغربية عبء الضغط المباشر على الكيان الصهيوني من أجل تحقيق ما أقر به الجميع مبدئياً . وكان المفترض لو أن الوعود صادقة أن تتلقفها البلدان الغربية كمخرج للمماطلة الصهيونية . كان الذهاب إلى الأمم المتحدة كاشفاً للنوايا، فلم يكن هناك إيمان بضرورة قيام الدولة الفلسطينية، وإنما كانت الدولة الفلسطينية مطية لتمكين الكيان الصهيوني من القضاء عملياً على إمكان قيامها . وفجأة أصبحت الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة بعبعاً يخيفهم وكارثة دبلوماسية ينبغي تجنبها . فهي بعبع لأنها اختبار للإفك على مسرح العالم، وهي كارثة لأنه بعد الرفض ماذا يتبقى للبلدان الغربية من صدقية تتلفع بها حينما تأتي بإفك جديد، ومواعيد عرقوبية أخرى؟ هذه البلدان تريد الآن أن ترمي بالأخطار في حضن الفلسطينيين، وأن تقلب كارثتها إلى خسارة صافية لهم بإقناعهم بالانسحاب في اللحظة الأخيرة والتراجع عن مطلبهم . مرة واحدة يجب جعلهم يتجرعون مرارة الهزيمة المعنوية الصافية .