قال مركز عدالة الحقوقي إن سلطات الاحتلال تتعامل مع الفلسطينيين بالداخل المحتل، على كونهم "العدو من الداخل"، الذي قام بفتح جبهة مواجهة إضافيّة أثناء الحرب.
وفي تقرير له بمناسبة مرور عامين على هبة الكرامة، أوضح عدالة أن بنود لوائح الاتهام التي وجهت للفلسطينيين في الداخل الذين اعتقلوا خلال الهبة وفي أعقباها، تظهر أنّ النيابة العامة الإسرائيلية شكّلت ذراعًا أخرى لإحكام القبضة على الفلسطينيين في الداخل.
وأكد التقرير أنّ السياسات التي انتهجتها سلطات الاحتلال، أعادت التأكيد من جديد على انتهاجها لسياسة فصل عنصري والسيطرة على الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم بوسائل قمع وترهيب، مقابل توفير الحصانة القانونيّة للمستوطنين وجنود الاحتلال.
وشدد على ضرورة أن تكون مؤسسات المجتمع المدني في حالة تأهّب واستعداد دائم، من أجل مواجهة سياسات القمع والسيطرة الإسرائيليّة.
ووثّق التقرير شهادات عشرات الشبان والمعتقلين حول التنكيل والتعذيب الذي تعرضوا له داخل وخارج مراكز الاحتلال، ومن بينهم محاميان تم الاعتداء عليهما.
ومن بين الشهادات الحية إطلاق الرصاص صوب طفل 12 عاماً بشكل مباشر في مدينة يافا، وتركه مُلقًا على الأرض نازفًا.
شهادة أخرى لفلسطيني في طوبا الزنغرية، تظهر تعرضه للضرب المبرح من جنود الاحتلال أمام عائلته وأطفاله، قبل سحله إلى خارج منزله ونقله إلى ساحة المجلس المحلّي، حيث تُركَ مكبَّل اليدين والرجلين لساعات طويلة بشكل مهين وتعسّفي، قبل أن يُنقل إلى الحجز.
ووصف المعتقلون في مدينة الناصرة، غرفة الاعتقال بأنها "غرف التعذيب"، تعرضوا فيها للضرب بالهراوات والبنادق وأقدام الجنود حتى سالت الدماء من بعض المعتقلين دون السماح لهم برفع رؤوسهم.
إضافة إلى حيثيات استشهاد كل من موسى حسونة في اللد برصاص المستوطنين، والشهيد محمد كيوان برصاص قوات الاحتلال في أم الفحم وإغلاق الملف ضد المشتبهين.
ومن أبرز المعطيات التي جاءت في التقرير هو التباين في عدد المعتقلين، بين روايات شرطة الاحتلال بأنه تم تنفيذ 1,845 اعتقال وبين الأرقام الرسميّة التي نشرتها مؤسسات الاحتلال، والتي تُشير إلى أنّ عدد المعتقلين وصل إلى 2142.
كذلك أعلنت ما تسمى بوحدة التحقيقات في شرطة الاحتلال إلى اعتقال 3200 شخص، بينما ذكر قسم البحوث والإحصاءات إلى وجود 2,200 معتقل.
وتُظهر المعطيات أنّ عدد المعتقلين القاصرين دون سن الثامنة عشر، وصل إلى 291، بالإضافة الى 1551 معتقل بالغ، بما معناه 91% من مجمل المعتقلين كانوا فلسطينيين، وأكثر من 15% من المعتقلين قاصرين.
وقد اندلعت هبة الكرامة عام 2021 في الداخل الفلسطيني المحتل، بالتزامن مع معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة في غزة، نصرة للمسجد الأقصى ولمنع تهجير أهالي حي الشيخ جراح.