خرّجت كلية الرباط الجامعية، اليوم الأحد، فوج شهيد الواجب "ملازم خالد مصلح" من طلاب دفعتي البكالوريوس العلوم الشرطية، والملاحة البحرية.
وضم "الفوج " الخريجين من طلاب الدفعة الحادية عشرة من بكالوريوس القانون والعلوم الشرطية، والدفعة السادسة من بكالوريوس الملاحة البحرية.
وحضر حفل التخريج الذي عُقد في قاعة الشاليهات غرب مدينة غزة رئيس متابعة العمل الحكومي الأستاذ عصام الدعليس، ووكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني اللواء ناصر مصلح، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية والإدارات المركزية في الوزارة.
وخلال كلمة له، قال رئيس متابعة العمل الحكومي الأستاذ عصام الدعليس: "جئنا نشارككم الاحتفال بتخريج الدفعة الحادية عشرة من تخصص القانون والعلوم الشرطية والدفعة السادسة من تخصص الملاحة البحرية".
وأكد أن منتسبي الأجهزة الأمنية خاضوا ميادين الإعداد بصبر وإخلاص، وواجهوا كل الظروف العصيبة غير مبالين بشدة أو تعب، ليركن إليهم شعبهم باطمئنان وسلام.
مُخرجة الرجال
وشدد على أن تتويج هذا الفوج باسم شهيد الواجب الوطني خالد محمد مصلح يحمل الكثير من المعاني والدلالات التي تؤكد فيها وزارة الداخلية أنها مُخرجة الرجال، ولا تأبه بالعواصف، برغم حجم الألم بفقدان خيرة شبابها أثناء تأدية واجباتهم الوطنية.
وأشار إلى أن وزارة الداخلية أكدت دومًا أنها على ذات الدرب في الحفاظ على أمن شعبنا وجبهتنا الداخلية، وعلى كسر شوكة الأيادي الخفية التي تحاول العبث بأمن واستقرار بلدنا.
وأضاف الدعليس: "حفل اليوم يضاف إلى سجل إنجازات وزارة الداخلية في البناء والتشييد، حيث دشنت خلال عامين 18 مبنى جديداً، وأدت المهام النوعية في حفظ الأمن والنظام".
ولفت إلى أن كلية الرباط الجامعية باتت اليوم نموذجاً مشرفاً يخرج الأفواج على مستوى عال من الكفاءة والجودة، حيث خرجت على مدى السنوات الماضية قرابة 1300 ضابط انخرطوا في ميادين العمل بوزارة الداخلية، وعكسوا جودة إعدادهم تطبيقاً عملياً.
تحديات كبيرة
ونبّه رئيس متابعة العمل الحكومي إلى أننا أمام تحديات كبيرة ومسؤولية وطنية ذات خصوصية لطبيعة الظرف الذي نحياه، فالاحتلال يسعى للنيل من جبهتنا الداخلية وأجيالنا، لذلك لا يخفى عليكم الدور في حماية هذا الجيل الذي هو محور الصراع.
وقال إن حجم التضحيات الكبير، ومستوى التعرض للإصابات والمخاطر خلال مهام إنفاذ القانون، يصغر أمام عِظم مشروعنا الوطني.
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يوافق غداً، قال الدعليس: "لا يفوتنا توجيه التحية والتقدير لنسور الوطن في إدارة مكافحة المخدرات بالشرطة، الذين يضيقون الخناق على الإتجار بالمخدرات ويلاحقون التجار والمتداولين ليلاً ونهاراً".
وأشار إلى أن أبطال المكافحة تمكنوا من إحباط العديد من محاولات التهريب في البر والبحر، وهم يقتحمون بكل همة وعزيمة مستنقعات الشر، وقد قضى الرائد علاء القدرة والمساعد محمود أبو الخير أثناء مهام عملهم الرسمية، ومن الأبطال من فقد عينه.
ودعا رئيس متابعة العمل الحكومي جميع الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية للتعاون من أجل محاصرة آفة المخدرات واستئصالها.
لبنة جديدة
وفي كلمة وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني اللواء ناصر مصلح، خلال الحفل، قال نلتقي اليوم في تخريج فوج جديدٍ من فرسان كلية الرباط الجامعية، الدفعة الحادية عشرة بكالوريوس القانون والعلوم الشرطية، والدفعة السادسة بكالوريوس الملاحة البحرية "فوج الشهيد الملازم خالد محمد مصلح".
وأكد أن خريجو هذا الفوج سيلتحق بمسيرة العمل في الأجهزة الأمنية ويكونوا لبنة جديدة في هذا الصرح العظيم.
وأوضح اللواء مصلح أن وزارة الداخلية تواصل عملية البناء والنهوض للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار، وإن هذه المسيرة من العمل الدؤوب معمدة بدماء الأبطال، الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن شعبنا.
وتابع قائلًا: "أطلقنا على هذا الفوج فوج الشهيد ملازم خالد محمد مصلح، الذي ارتقى شهيداً أثناء القيام بواجبه؛ ليكون ذلك محطة جديدة للتأكيد أن الأجهزة الأمنية مصممة على خدمة شعبنا مهما كانت التضحيات".
ووجه وكيل وزارة الداخلية رسالة للخريجين، قال فيها "لكم أيها الخريجون وأنتم تخوضون حياتكم العملية، وتؤدون القسم، أمام الله ثم أمام قيادتكم وأبناء شعبكم أن تبروا بهذا القسم، مهما كانت المخاطر التي تواجهون".
وأشار اللواء مصلح إلى أن رسالة وزارة الداخلية وأجهزتها تتمثل في الحفاظ على أمن المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، ونواجه في سبيل ذلك التحديات الجسيمة، فهذا قدرنا وواجبنا.
وأردف ": أبارك لأبنائي الخريجين، وأجدد العهد أن نبقى جنوداً أوفياء لهذا الوطن، حريصون على أداء الواجب، بكل ما تفرضه الأمانة والمسؤولية.
وفي ختام كلمته، توجه اللواء مصلح بالتحية والتقدير للعاملين في كلية الرباط، عميداً ومجلس أمناء ومجلس إدارة، وكل الطاقم الأكاديمي والتدريبي، على هذا الجهد العظيم.
ضباط أكفاء
وفي كلمة عميد كلية الرباط الجامعية، ألقاها نيابةً عنه، العميد محمد الشوبكي، أوضح أن حفل التخريج يشمل طلبة بكالوريوس القانون وعلوم الشرطة، الدفعة الحادية عشرة، وعددهم 43 طالبًا، وطلاب بكالوريوس الملاحة البحرية، الدفعة السادسة، وعددهم 24 طالبًا.
وأشار العميد الشوبكي إلى أن الطلاب التخصصين أتموا بنجاح، على مدار 4 سنوات، دراسة 171 ساعةً معتمدةً من التخصصات النظرية والعملية.
وقال إنَّ كلية الرباط الجامعية دأبت منذ تأسيسها على تطوير برامجها، وتحديث مساقاتها وخططها الأكاديمية والتدريبية، لتواكب التقدم والحداثة.
وأكد أن كلية الرباط قدمت، خلال السنوات الماضي، للمجتمع وللوزارة كوكبةً من الضباط الأكفاء القادرين على التعامل المهني مع المتغيرات المتسارعة التي يفرضها الواقع في قطاع غزة.
وأوضح العميد الشوبكي أن مجلس كلية الرباط الجامعية، اتخذ هذا العام العديد من الإجراءات والقرارات التي تصقل شخصية الطالب، وتضبط عقيدته الأمنية، وتنير فكره وعقله.
وتابع حديثه:" اعتمدنا نظام المبيت حيث يمكث الطالب في الكلية طيلة أيام الأسبوع، ويغادر يومي الجمعة والسبت فقط، مما يتيح للطالب الدوام ثلاثة أضعاف المدة في السنوات السابقة".
وقال تم منح الطالب العديد من الدورات، منها: دورة الحاسوب المتقدمة، ودورة الخط، ودورة رخصة القيادة، ودورة عملية في التحقيق. إضافة الاختبار الشفوي والمحوسب لكافة المسافات. وأشار إلى تشكيل لجان مقابلات تخصصية لطلاب الكلية لضمان تمكَّن الطالب من مفردات المساق، ولتعزيز شخصيته ومقدرته على الحوار.
ووفقًا للعميد الشوبكي، فإن طلاب الكلية تم اجتازوا اختبار قياس المستوى للطلاب في جميع مساقات التخصص التي درسها منذ دخوله الكلية، واعتماد النجاح فيه كشرط للتخرج.
واعتبر العميد الشوبكي أن بناء مقر جديد للكلية بمدينة خانيونس، وفر بيئةً تعليميةً مناسبة تحقق المعايير التي أقرَّتْها هيئة الاعتماد والجودة بوزارة التعليم العالي.
وعبّر العميد الشوبكي عن أمله أَن تَكون هذهِ الدفعة من الخريجين نالت القسط الأوفى من التأهيل والإعداد والضبط والربط العسكري، مما سينعكس إيجابا على جودة أدائهم في ميادين العمل.
وفي ختام كلمته، هنأ العميد الشوبكي الطلاب الخريجين وذويهم، متمنيًا لهم التوفيق والعمل والأداء وفق ما تلقوه خلال ميادين التدريب.
مسئولية وأمانة
وفي كلمة الطلاب الخريجين التي ألقاها الطالب مرشح ضابط عثمان زقوت، شكر كلية الرباط الجامعية على ما قدمته من تدريبات ميدانية وعلوم أكاديمية على أيدي مدربين ذوي كفاءة عالية.
ولفت الطالب زقوت إلى أن المواد التدريبية التي تلقوها سيكون لها الأثر الكبير في حياة الطلاب العملية.
وأهاب بالطلبة الخريجين أن يكونوا على قدر المسئولية في المناطة بهم في ميدان العمل، والأمانة التي وضعت في أعانقهم تجاه أبناء شعبهم.
وتخلل الحفل تأدية الطلاب الخريجين "قَسَم الخريجين" أمام قيادة العمل الحكومي ووزارة الداخلية والأمن الوطني.
كما تخلل الحفل عرضًا مرئيًا عن أهم المحطات التي قضوها الطلاب الخريجين خلال سنوات دراستهم في الكلية، وعرضًا مرئيًا آخر عن مناقب الشهيد الملازم خالد مصلح.