12.77°القدس
12.32°رام الله
11.64°الخليل
18.24°غزة
12.77° القدس
رام الله12.32°
الخليل11.64°
غزة18.24°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. عدنان أبو عامر

د. عدنان أبو عامر

تقييم إسرائيلي لتبعات التمرُّد الفاشل في روسيا

توقف الإسرائيليون مطوّلا عند أحداث "تمرّد" بريغوجين رئيس جماعة فاغنر على الرئيس الروسي بوتين باعتباره فرصة أمام الاحتلال لإعادة النظر في موقفه من الحرب الأوكرانية، في حين المستويان السياسي والأمني برئاسة نتنياهو عالقان في المفهوم السابق الذي أوجدته حكومة لابيد-بينيت.

يتركز الموقف الإسرائيلي التقليدي من الحرب الجارية حول تجنب إجراءات الدعم العسكري لأوكرانيا خشية من تقديم مزيد من المساعدات الروسية لإيران، لكن بدا واضحا أن تمرّد فاغنر، على الرغم من نهايته بسرعة قياسية، فإن اليوم التالي للحرب يقترب، ما استدعى من الاحتلال إعادة النظر في سياسته منها.

توقف الإسرائيليون ولا سيما أجهزة الأمن والاستخبارات عند ظاهرةٍ كثيرا ما تكررت في الحروب، وتمثلت بأن "الطاهي الخاص" لبوتين شكّل بين لحظة وأخرى أكبر تهديد لحكمه منذ أن دخل الكرملين في عام 2000، صحيح أن حكمه لم يسقط، لكنه تعرض لضربة قوية، حتى أن بعض المحافل الإسرائيلية بدأت تتحدث، وإن بدا ذلك باكرا، عن تآكل سلطة بوتين، وسيطرته المطلقة، لأن ما كان قبل التمرد، ليس ما سيكون بعده، حتى لو فشل مؤقتاً.

وكما بقية عواصم العالم، شاهد الإسرائيليون الصور القادمة من موسكو، دون أن يكون واضحا ما إذا كانت المستويات السياسية العليا والمؤسسة الأمنية ستستغل الاضطرابات لإعادة فحص موقفها من الحرب الدائرة، ولا سيما الجيش والموساد اللذين يقودان السياسة الإسرائيلية تجاه الحرب، ويخشيان أي تبعات محتملة لها على الوضع الأمني والعسكري للاحتلال.

لقد وُلد المفهوم الذي يدير الاحتلال بموجبه سياسته تجاه حرب أوكرانيا في عهد الحكومة السابقة، ولا سيما من خلال القيادتين العسكرية والأمنية اللتين خشيتا أن تؤدي أي خطوة من الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا، مهما كانت صغيرة، إلى انتهاك روسي لحرية عمل القوات الجوية للاحتلال ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، أو تقديم روسيا لمزيد من المساعدات لإيران.

مع أن توخي الحذر الإسرائيلي وصل إلى حدّ أنه لم يُدن الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن لابيد في حينه انتهج خطاً أكثر موالاة للغرب، بل طالب بأن يقدم جيش الاحتلال خطة لمواصلة الهجمات في سوريا، حتى دون التنسيق مع الروس، على الرغم من الاستمرار في عدم إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وتوريد تجنب المعدات العسكرية بالكامل، خاصة منظومات الدفاع المضادة للصواريخ والطائرات دون طيار.

الخلاصة الإسرائيلية أن الأحداث الدراماتيكية التي تعرضت لها روسيا في الأيام الأخيرة، ويتوقع أن تؤدي لتفاقم الأزمة التي يجد الجيش الروسي نفسه فيها، يراها الاحتلال فرصة لها لإعادة النظر في سياستها من الحرب الأوكرانية، بعيدا عن الحياد الذي ثبت فشله الواضح، وسط توقع إسرائيلي أن التمرد التالي في روسيا قد يكون قريبًا.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن