لا تزال جنين القسام تُعَد خزان الثورة ومنبع الأحرار في الضفة الغربية، وهذا أخاف العدو وجعله يبحث عن حلول؛ كي لا تكون جنين مصدر إلهام للشارع الضفاوي في مواجهة الاحتلال، بل الدافع الرئيسي لتحرك الاحتلال نحو جنين أنها باتت حاضنة للمقاومين، ونقطة انطلاق للعمل المقاوم، وهذه الرمزية التي اكتسبتها جنين أزعجت جيش الاحتلال وقواته الأمنية، وخشيت من امتدادات وتدحرج كرة المقاومة للمدن الكبيرة، فهددت قوات الاحتلال ثم توعدت، ثم هاجمت بشراسة المخيم معتبرة من الهجوم الأخير التي اقتحمت فيه جنين قبل أيام، حيث العبوات المُصَنعة، والرصاص، وحاضنة شعبية كبيرة تغطي جنين القسام على مستوى الوطن.
يعتقد الاحتلال أن جنين القسام هي رأس المشروع المقاوم، وأن السيطرة عليها أو إضعافها والحد من تمددها يُمَكِنه من تعزيز الردع، وتقليم أظفار المقاومة، بينما يعتقد الفلسطينيون أن الوجود الفلسطيني في المدن والقرى هو السلاح الاستراتيجي في أيديهم، وأن كل مدينة فلسطينية هي عبارة عن بركان قابل للانفجار في وجه الاحتلال، وجنين وغزة ونابلس ما هي إلا نماذج لشعب مقهور ومستضعف عاث الاحتلال في أرضه الفساد، ولم يكتفِ بذلك، بل انطلق هذا الإرهاب الصهيوني يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويقتلع الحجر والشجر، فوجد أمامه شعب يملك شجاعة الأسد، وقلب جسور يفجر نفسه ليحيا الصغار والكبار، وما علم الاحتلال أن أطفال فلسطين لا يحلوا لهم الطرب إلا على أصوات البنادق.
معركة جنين جاءت في سياقات الجهاد الفلسطيني الذي لا يقبل بالاحتلال، ويرفضه ويقاومه، ويعتبر المقاومة طريق للعزة والكرامة، ولهذا يدفع الشعب الفلسطيني بخيرة أبنائه في ساحات المقاومة لنيل شرف الجهاد والاستشهاد، ولهذا نحن مطمئنون للساحات التي يقاتل فيها أبنائنا، من أجل تحرير الوطن وكنس الاحتلال الغاشم من وطننا السليب.