أجمع محللون سياسيون خلال حديثهم لـ"فلسطين الآن" أن استمرار جيش الاحتلال في عمليته العسكرية الواسعة في جنين ومخيمها دون تحقيق أي هدف حتى اللحظة يؤكد أنه تورط وسيحاول افتعال أي جريمة كي يغطي على فشله.
واعتقد المحللون أن ما يجري في جنين يكشف النية الخبيثة للمحتل، وأن الهدف هو اجتثاث المقاومة بشكل كامل من المخيم وردع باقي مناطق الضفة الغربية.
فشل كبير
المختص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية علاء الريماوي، رأى في حديث لـ"فلسطين الآن"، أن ما يتم مشاهدته هو فشل كبير وواضح لجيش الاحتلال من جانبين، الأول فشل في إعادة تكوين حالة ردع للمقاومين في الضفة الغربية، والثاني فشل للسلطة الفلسطينية التي لم تستطع أن توفر أي من بيئات العمل لحماية جنين ومخيمها.
وأوضح الريماوي أن المقاومين نجحوا بالانسحاب من المخيم، وأعادوا التمركز في مناطق محيطة، متوقعاً أن يقوم الاحتلال بعمليات واسعة وبشكل مخيف داخل المخيم للوصول لهم.
وأكد الريماوي أن استخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي ذات المنهجية في البلدة القديم بنابلس قبل عام من الآن ولكن الآلية الجديدة يُعاد استخدامها بشكل أوسع وأشمل في منطقة جنين.
أخطأ التقدير
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد أبو زهري، إن "الاحتلال أخطأ التقدير ولا يعلم عواقب هذه العملية العسكرية العدوانية، وسيجد نفسه غارق في وحل لا يمكن الخروج منه، وسيكون هناك تداعيات خطيرة وغير مسبوقة لن تقف عن حدود مخيم جنين بل ستمتد لكافة ساحات الوطن".
وأشار أبو زهري في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن الساعات القادمة ربما تحمل مفاجئات غير سارة للعدو، وذلك في ظل تهديدات المقاومة المتواصلة بعدم السماح للاحتلال الاستفراد بجنين.
وأضاف: "ستساهم العملية وبصورة مباشرة في تصعيد المواجهة في الضفة الغربية ولن تحقق أدنى مستوى من الردع وستشكل حافزا لانضمام مئات بل آلاف المسلحين للمقاومة وللتشكيلات المنظمة في محافظات الضفة".
وتوقع أن الأهداف الإسرائيلية ستنهار عند أول عملية فدائية كرد على ما يجري في جنين، ليس هذا فحسب فإن أي تطور في المعركة يؤدي لإصابة وقتل عدد من جنود الاحتلال سيؤدي لانتكاسة وإخفاق كارثي على العدو سيرتد أثره على المستويين السياسي والأمني.
وتابع: "المقاومة حتى الآن تسيطر على الميدان وقادرة على مواصلة المواجهة رغم فارق الامكانات، وحققت إنجازات ملموسة كان منها إيقاع وحدة خاصة في (كمين محكم) أدى لسقوط عدد من القتلى والإصابات وهذا يعطي دلالة واضحة على قدرة وكفاءة واستعداد وجرأة المقاومة وجاهزيتها لتدفيع العدو أثمان باهظة".
ونوّه أبو زهري خلال حديثه ألا توجد أي ضمانات لبقاء المشهد على هذا الحال وربما تشتعل كافة الساحات في أي لحظة وهذا مرهون بشكل العملية العسكرية العدوانية ونتائجها وتداعياتها وتطورات الأحداث، وهذا ما يخشاه العدو والذي يريد ألا تمتد نيران المواجهة لساحات أخرى، مؤكداً أن إخلاء المنازل بالقوة الجبرية تحت تهديد السلاح يعني أن الاحتلال ذاهب لمزيد من التصعيد ويريد توسيع عملياته العسكرية العدوانية.
