12.23°القدس
11.92°رام الله
11.08°الخليل
18.09°غزة
12.23° القدس
رام الله11.92°
الخليل11.08°
غزة18.09°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. عبد الرحمن القيق

د. عبد الرحمن القيق

جنين ومخاطر الطريق

البيئة السياسية لإسرائيل معقدة ومتصارعة ومنقسمة، ويمكن القول إنها بيئة مأزومة، وفيها أيضاً حكومة أكثر من مأزومة، والحسابات الداخلية لدى نتانياهو كبيرة وتحظى بأولوية، خاصة في المحافظة على نوع من التوازن، ولكن التحولات المتسارعة على الأرض دفعت قادة الاحتلال إلى خطوات عسكرية، لتدارك الأمر، وأهم الأحداث التي أدت إلى تدحرج الأحداث إلى عملية عسكرية:

 ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة في الضفة الغربية، خاصة عملية عيلي.

 اعتبار الاحتلال أن جنين هي مركز انطلاق المقاومة في الضفة الغربية، والحضن الدافئ للمقاومين.

 قرب جنين من العمق في الكيان.

 تخوف الاحتلال بعد التفجيرات في جنين وبدايات التصنيع أن تتحول جنين لنموذج يُحاكي غزة.

 انتقادات أداء الحكومة الإسرائيلية في الموضوع الأمني واعتبار أن هيبة الردع بدأت تتبدد.

 تفوق غانتس في استطلاعات الرأي على نتانياهو هو مؤشر خطر على شعبية نتانياهو، رغم أن استطلاع معاريف بعد معركة جنين زاد مقعدين لصالح نتانياهو، رغم أنه من أشهر لم يتفوق على غانتس.

 استمرار المعارضة في التظاهر في الطرقات ضد حكومة نتانياهو.

 تحذيرات أمريكية لقادة الاحتلال حول ما يجري من ممارسات قمعية ضد الفلسطينيين من قِبَل المستوطنين، وكذلك انتقادات أوروبية شملت بريطانيا وفرنسا واستراليا وغيرهم، ودول عربية على تغول المستوطنين على القرى الفلسطينية.

كل هذه عوامل ساهمت في دفع الأمور نحو عملية عسكرية، خطط لها الجيش منذ أكثر من شهر لإبعاد الأنظار عن كل الحسابات الداخلية والتركيز على مخرجات عملية جنين، لكنه يسعى من العملية إلى كل ما ذكرنا آنفاً، بالإضافة إلى الحد من قوة المقاومة في جنين كمركز انطلاق وحضن دافئ للمقاومين في الضفة الغربية، وواضح أن نتانياهو كالعادة يستخدم الأمن لتحسين وضعه الداخلي، وقطع الطريق على المستوطنين في انتقاده، فهو يسعى بكل قوة للحفاظ على مكانته القوية في اليمين، وفي مواجهة المعارضة.

لكن النتائج التي جنتها حكومة العدو من معركة جنين كانت أكثر سلبية على الواقع الأمني للكيان، حيث كانت عملية خلايلة رد قاسي على الاحتلال، وجاءت من السَّموع (قرى الخليل)، نفذتها كتائب القسام، تلتها عملية رد آخر حِرَفية في مواجهة الاحتلال.

كانت رسالة القسام أن المشكلة للاحتلال ليست جنين ومقاومتها، وإنما المشكلة مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، وأن المقاومة حق مشروع، وأن الشعب الفلسطيني كله يقاوم الاحتلال وعصابات المستوطنين، فقضية المقاومة قد تزيد في منطقة وترتفع في أخرى هذا خاضع لطبيعة الميدان.

لكن جنين هي بؤرة ثورية تاريخها وتجاربها النضالية في مواجهة الاحتلال كبيرة وغنية، وقربها من عمق الكيان يجعلها أكثر استهدافاً من العدو، لكن الأخطر التحريض الذي يمارسه العدو مع السلطة وتخويفهم من دور حماس وحضورها القوي في المقاومة، وهذا ما يجب النظر إليه بحذر وخطورة من دور للسلطة قد يشكل خطراً على مستقبل المقاومة.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن