لم تكن حركة الأحرار رقماً متسلسلاً لمجموعة التنظيمات الفلسطينية، بل مثلت حضوراً فاعلًا على المستوى السياسي، والمستوى الميداني، فهذه الحركة التي ولدت في قطاع غزة قبل ستة عشر عاماً، استطاعت أن تفرض نفسها قوة سياسية وثقافية وإعلامية، والأهم من ذلك، أنها فرضت نفسها قوة عسكرية، من خلال كتائب الأنصار، ولها رجال يحملون السلاح، ولهم القدرة العملية على قصف (تل أبيب)، أسوة ببقية التنظيمات الفلسطينية، وقد شهدت شخصيًّا تدريبات لشباب حركة الأحرار، وهم يتدربون على اقتحام مستوطنات صهيونية، ورفع العلم الفلسطيني عليها.
حركة الأحرار تؤمن بحق الفلسطينيين بكل أرض فلسطين، وحقهم في المقاومة بجميع أشكالها، إنها حركة لا تقبل المساومة، ولا تعترف بدولة الكيان الصهيوني، ولها مواقفها المبدئية من مجمل التحركات على الساحة السياسية الفلسطينية، ولها حضورها في أنشطة ثقافية واجتماعية وإعلامية، تسهم في إعداد جيل من الشباب الواثق بنفسه، المؤمن بحقه، والجاهز للتضحية، وهذا ما يميز قادة حركة الأحرار، وعلى رأسهم أمينها العام المجاهد خالد أبو هلال، والمعروف بتجربته القيادية في السجون الإسرائيلية، ويتميز بالصلابة وقوة الشخصية، وعدم المجاملة في القضايا الوطنية.
في قطاع غزة بيئة وطنية وإسلامية نشطة تحض على تواجد التنظيمات والحركات الفلسطينية الفاعلة، والقادرة على بناء الشباب الفلسطيني، وتأسيسهم على الاستقامة، وحسن الانتماء للوطن، حركات وتنظيمات تعمل على تأطير الشباب الفلسطيني ضمن خندق المقاومة، وتغذيهم بشدة البأس، استعداداً لمواجهات لا مفر منها مع العدو الإسرائيلي، الذي أمسى يحسب لغزة وتنظيماتها وحركاتها الوطنية ألف حساب.
التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة لها حضورها الوطني المقاوم، الذي يعترف به الصديق، ولا يتجاهل تأثيره العدو، ولم تفرض هذه التنظيمات نفسها على الساحة الفلسطينية بالشعارات، وإنما بالأفعال الميدانية والمواجهات، لذلك كانت هذه التنظيمات والحركات جزءاً من غرفة العمليات المشتركة، وضمن برامج اللقاء والاجتماع مع جهاز المخابرات المصرية، وهذا ما تعترض عليه قيادة منظمة التحرير، التي تقوقعت على عدة تنظيمات، فقدت حضورها الجماهيري، تنظيمات تحمل أسماء بالية، بلا فعاليات ميدانية، وبلا حضور على ساحة الفعل الوطني المقاوم، تنظيمات اقتصر وجودها مطلع الشهر لقبض المخصصات، هذه التنظيمات المنضوية تحت راية منظمة التحرير لا تمثل ملايين الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، وقد تأكد ذلك، حين طرد شعبنا الفلسطيني في مدينة جنين ومخيمها عزام الأحمد والعالول وغيرهم من قادة الشعارات، الذين غابوا وقت المواجهات مع العدو.
تنظيمات غزة وحركاتها الوطنية لا تقف بفعلها ومقاومتها عند حدود قطاع غزة، فهي لم تولد كي تحرر قطاع غزة، لذلك تلقي تنظيمات قطاع غزة بثقلها المقاوم في ساحة الضفة الغربية، ساحة المواجهات اليومية مع العدو، هناك على أرض الضفة الغربية، حيث الأطماع الصهاينة، وهذا واجب، تنبهت له الحركات والتنظيمات الفاعلة في قطاع غزة، وهذا مجال الإبداع المقاوم في المرحلة المقبلة.
نهنئ حركة الأحرار بانطلاقتها، ونتمنى لها المزيد من الأنشطة والفعاليات المقاومة للاحتلال.