تتصاعد أشكال المقاومة في الضفة الغربية، تارة كردة فعل على جرائم الاحتلال، وتارة أُخرى كفعل مبادر ضد وجود الاحتلال، فالمقاومة مبدأ وإستراتيجية فلسطينية مرتبطة بوجود الاحتلال، ونحن كمتابعين للمشهد الضفاوي تمر علينا مشاهد متعددة لمقاومة شعب فلسطين، فثبات وصمود شعبنا في أرضه وحقوله، وتضحيات أمهاتنا بفلذات أكبادهن، وغضب الأحرار وثورتهم أمام جرائم واعتداءات المستوطنين الصهاينة هو فعل مقاوم.
الطفل الذي يلقي بالحجارة في وجه الدبابة، وعلى سيارة جيش الاحتلال هو كذلك فعل مقاوم، المقاومة هي صمود شعب فلسطين في أرضه وعدم مغادرتها أو تركها، فالوجود الفلسطيني في المناطق وفي مواجهة الاحتلال هو خزان الثورة الحقيقي، وهو الذي قدم قرباناً للوطن آلاف الشهداء، فالثورة هي عنوان المرحلة، والفلسطينيون هم الفاعلون الرئيسيون بين خنادقها، وقد حبا الله هذا الشعب أن يكون رأس الحربة في المقاومة عن الأمة بأكملها، في مواجهة قوات الاحتلال الصهيوني، ولذلك يتجرمق شعب فلسطين في وقت الأزمة، ووقت الصراع والتصعيد مع الاحتلال، فاليد التي تبطش بالشعب تقطعها المقاومة، ولا تسكت على الضيم.
وتنطلق قوافل الشباب الاستشهادي في الثأر من رأس العدو وجسده، فجنين القسام ترضع أبنائها العزة والكرامة، وتُحَييّها في الطريق قِبْيَّة وهي تقدم خيرة أبنائها من آل غيظان، أحفاد الشهيد الشيخ سليمان غيظان على مذبح الحرية للوطن، والانتقام من المجرم الصهيوني قاتل الأطفال، والوطن يصرخ من الوجع أين الأحرار.
لقد اقتحموا جنين القسام، فجاءه الرد عبر الأثير من قرى الخليل، من سَمُّوع البطولة حين انقضَّ خلايلة بسيارته يطحن عظام المستوطنين، وهو يهتف لبيكِ جنين القسام، وحناجر رجال الوطن ونساءه تقول له "سَلِمْتَ وسَلِمَتْ يمينك، هذه هي فلسطين، وهذا هو شعبها، والتحرير قضيتها المركزية، نعم هو الوطن يستحق منا أكثر من ذلك.