بعد إطلاق شركة "ميتا" تطبيق "ثريدز" الذي حطّم الأرقام القياسيّة لعدد المستخدمين خلال 5 أيّام، والتي تجاوزت الـ100 مليون مستخدم، تعزّزت المنافسة بين مارك زاكربرغ، رئيس شركة "ميتا" وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر".
وتحظى الشبكة الاجتماعية الجديدة راهنًا بفترة سماح تجعلها، ولو أنها قد لا تستمر، في منأى عن أي جدل. وهي توفر تاليًا بديلًا مستقرًا لمستخدمي تويتر المحبطين.
وحتى قبل إطلاق هذا التطبيق الجديد الذي يسعى إلى منافسة تويتر، كان التوتر بلغ أشدّه بين رائدي الأعمال بعدما تحدّى ماسك علنًا زاكربرغ في مباراة لفنون القتال المختلطة نهاية حزيران/يونيو.
ومع أن زاكربرغ متحفظ عادة إلى درجة أنه يبدو باردًا، رد الرجل الثلاثيني بالموافقة.
وخلافًا لعاداته، حاول زاكربرغ أن يلجأ إلى الدعابة للسخرية من إيلون ماسك لمناسبة إطلاق "ثريدز"، المنصة التي وصل عدد مستخدميها إلى مئة مليون مشترك في أقل من خمسة أيام.
ورد زاكربرغ برمز تعبيري يظهر وجهًا ضاحكًا على منشور لسلسلة الوجبات السريعة "ونديز" التي اقترحت عليه أن ينظم رحلة فضائية "فقط لإزعاج" ماسك الذي يشغل أيضًا منصب رئيس شركة "سبايس إكس" الفضائية.
وانتقد زاكربرغ الذي تناوله فيلم "ذي سوشل نتوورك" علنًا تويتر لعدم تمكنها، على قوله، من الحفاظ على أجواء إيجابية في المنصة، وهو ما يَعد بالسعي إلى تحقيقه في "ثريدز".
ثم لجأ ماسك إلى مختلف الوسائل المُتاحة له، فهدد "ميتا" بملاحقتها قضائيًا لانتهاكها حقوق الملكية الفكرية، من خلال توظيفها أشخاصًا كانوا يعملون سابقًا في تويتر، وهو ما نفته "ميتا"
ثم وجّه سهامه ضد "ثريدز" عبر تويتر.
وغرّد الملياردير المتحدر من جنوب إفريقيا عبارة "زاك إز إيه كاك". وكلمة "cuck" (كاك) بالإضافة إلى تشابهها لفظيًا مع كنية رئيس "ميتا"، تشير إلى شخص يخونه شريكه، وبطريقة تنطوي على ازدراء إلى شخص معتدل أو تقدمي من الناحية السياسية.
لكنّ عدم تلقيه ردًا من غريمه دفعه إلى أن يقترح إجراء مسابقة بينهما لقياس عضويهما الذكريين، مرفقًا عرضه بصورة مسطرة، إلا أن زاكربرغ لم يرد هذه المرة أيضًا.
يقول الأستاذ في جامعة فلوريدا أندرو سيليباك "من الغريب رؤية هذين الشخصين الثريين جدًا ينزلقان نحو هذا الأسلوب اللفظي"، مضيفًا أن "الأمر ينطوي على جنون إلى حد ما"، فتصرفات إيلون ماسك "صبيانية" على عكس سلوك زاكربرغ.
لكنّ هذا الفرق بين الرجلين يصب في مصلحة المؤسس المشارك لفيسبوك الذي تدهورت سمعته منذ سنوات، نتيجة ما يقال عن أسلوبه الجاف والجامد في التواصل، فضلًا عن قضايا مرتبطة باستعمال فيسبوك بيانات مستخدميها الشخصية، والفضيحة المتعلقة بشركة "كامبريدج أناليتيكا" عام 2018.
ويقول المحلل روب إندرله إنّ "هذه الهجمات التي يطلقها ماسك لم تؤد سوى إلى تلميع صورة زاكربرغ".
كذلك، أضافت منصة "ثريدز" أجواء حيوية على "ميتا" وصاحبها إن لجهة أسلوب إدارتها المختلف عن أسلوب إدارة تويتر، أو لجهة ميزاتها الخاصة.
وتقول المحللة كارولينا ميلانيسي "إنّ الانجذاب للربحية مسألة يمكنني فهمها، لكن في حالة تويتر ثمة رجل ثري هاجسه نفسه، وقيمه الأخلاقية دنيئة".
وليست الخصومة بين رؤساء الشركات في المجال التكنولوجي وغيره مسألة جديدة.
إلا أنّ شخصيتين بارزتين في الاقتصاد الجديد هما المشارك في تأسيس "آبل" ستيف جوبز والشريك المؤسس لـ"مايكروسوفت" بيل غيتس حافظا مدى عقود على علاقة تقوم في آن واحد على الازدراء والإعجاب.
اقرأ/ي أيضًا | "تويتر" تسعى إلى مقاضاة "ميتا"
ويشير روب إندرله إلى أنّ ستيف بالمر الذي خلف بيل غايتس "كان يغيّر الأثاث عندما يترك الأشخاص مايكروسوفت لينضموا إلى غوغل"، أما ما وصل إليه الأمر بين إيلون ماسك ومارك زاكربرغ "فهذا جنون"، في رأيه.