13.33°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
18.07°غزة
13.33° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة18.07°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
أحمد أبو زهري

أحمد أبو زهري

صواريخ الضفة.. رسائل ودلالات

تحولت الضفة الغربية إلى ساحة "أكثر خطورة" على الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أن تمكنت المقاومة من ترتيب صفوفها وتطوير أدواتها، وأصبحت قادرة على تنفيذ عمليات نوعية ضد الأهداف الإسرائيلية، التي أوقعت إصابات محققة في صفوف الجنود والمستوطنين، وخلقت (تحديات غير مسبوقة) في وجه جيش الاحتلال والأذرع الأمنية المختلفة، التي أصبحت تعمل في بيئة صعبة ومعقدة للغاية في ظل قدرة المقاومة على المواجهة المباشرة والتصدي لهذه القوات بقدرات مختلفة وأعداد كبيرة من المقاتلين، الأمر الذي أفشل الكثير من المهام، وأدى لتأخير تنفيذ الكثير منها، ودفع قيادة الاحتلال لتغيير خطط عمل عمليات كاملة، وإدخال أرتال من الجيبات العسكرية المصفحة لإسناد قواته في مختلف المهام، وقد جاء ذلك أيضا بعد وقوع قواته في عدة كمائن، أضف إلى ذلك تعرض بعض جنوده لمحاولات خطف من مقاتلي المقاومة، ما دفعه لإفشال ذلك بالقصف الجوي الشديد، ومحاصرة المنطقة التي تقع فيها مثل هذه المحاولات، واستهداف كل من فيها، هذا الواقع الخطر فرضته المقاومة بعد أن كان يتحرك العدو بحرية دون تحديات حقيقية تذكر.

وقد حملت الأيام الأخيرة تطورات مهمة على صعيد امتلاك المقاومة قدرات جديدة، فبعد أن تمكنت المقاومة من تصنيع العبوات بأنواعها، تمكنت من تصنيع صواريخ، وقامت باستخدامها في قصف المستوطنات المحيطة. صحيح أن الصواريخ من الناحية العملية حتى الآن لا تزال بدائية ومحدودة التأثير الميداني، لكن الأثر الأمني والسياسي أكثر خطورة، ولن يقف عند حد ما تصرح به الجهات الرسمية لدى الاحتلال، فما خفي أعظم عند الاحتلال الذي يشعر برعب حقيقي من تداعيات هذا الحدث ومستقبل الضفة الغربية والمقاومة المتعاظمة فيها.

فالاحتلال يقرأ ما حدث بقلق وارتياب شديدين، وذلك لاعتبارات متعددة، هي: 1- خشيته من أن تتم محاكاة ما يحدث في قطاع غزة، وأن تتحول هذه الصواريخ لصواريخ أكثر تطورا. 2- خشيته من أن تتحول بعض مستوطنات الضفة والبلدات داخل الكيان لمناطق استهداف مباشر من هذه الصواريخ. 3- الخوف من أن تستطيع المقاومة فرض معادلة جديدة تستطيع من خلالها الوصول لكل الأهداف داخل الكيان، الأمر الذي سيكلف الاحتلال أثمانا باهظة، وسيجعل الكيان غير آمن. 4- القلق من أن يؤدي إطلاق الصواريخ من الضفة إلى تعاظم قوة وحضور المقاومة ويرفع مستوى تأثيرها ويزيد من شعبيتها، خصوصا أن إطلاقها من الضفة أكثر خطورة لقربها من المستوطنات والبلدات والمدن داخل الكيان.

وفي هذا السياق تقول صحيفة (يسرائيل هيوم) العبرية، إن الصواريخ التي تطلق حاليا هي بدائية، لكن هناك نوايا واضحة لدى التنظيمات الفلسطينية لنسخ نموذج غزة في الضفة الغربية.

وأشارت إلى أنه في غضون شهرين، تم رصد 4 محاولات لإطلاق الصواريخ من الضفة الغربية، وفي كل مرة يبدو أن عمليات "الإطلاق ونوعية المواد" المستخدمة في صناعة الصواريخ تتحسن، حيث كانت البداية بصواريخ بدائية جدا، لكن في المرات الأخيرة بدت أكثر تحسنا، ووصلت لمسافات أكبر.

ويقول الضابط في جيش الاحتلال والقائد السابق لفرقة الضفة الغربية (يتسحاق غيرشون)، إن هذه ليست المحاولة الأولى من نوعها، وأنه كانت هناك محاولات متعددة لصناعة وتطوير الصواريخ في الضفة، ففي الانتفاضة الثانية داهم جيش الاحتلال معامل للتصنيع كانت تقوم بصناعة الصواريخ في مناطق شمال الضفة الغربية، لذلك فإنه لم يتفاجأ مما حدث، وكان يتوقع محاولات جديدة، معتبرا أن ما حدث هو خط أحمر، وفي ذات السياق فقد أشارت الصحيفة إلى أنه في ظل مخاوف المستوطنين فإن الجيش بدأ بدراسة إمكانية وضع نظام صفارات إنذار على غرار مستوطنات غلاف قطاع غزة.

هذا التطور الحاصل في الضفة الغربية على صعيد امتلاك القدرات العسكرية وتطويرها وفي المقدمة منها تصنيع وإطلاق الصواريخ له دلالات مهمة، من أبرزها: أن المقاومة باتت قادرة على التغلب على التحديات الأمنية، ونجحت في توفير مصادر الدعم والتمويل، وتفوقت في نقل الخبرات العسكرية ومحاكاة ما يجري في قطاع غزة، ولديها استراتيجية عمل تسير في مسار منتظم لتطوير القدرات وامتلاك مختلف الأسلحة والأدوات في مواجهة عدوان الاحتلال المتصاعد في الضفة الغربية.

لكن من المهم الانتباه إلى أن المقاومة ترسل رسائل متعددة للاحتلال من خلال هذه الصواريخ، أبرزها: أن المحاولات الإسرائيلية للقضاء على المقاومة لن يكتب لها النجاح، وأن المقاومة تسابق الزمن لامتلاك الأسلحة والأدوات لخلق واقع أكثر تعقيدا وخطورة في وجه جنوده ومستوطنيه، وأن الضفة الغربية لن تكون آمنة، ولن تكون ساحة مستقرة في وجه الاحتلال وجنوده ومستوطنيه، وأن كابوس غزة وصواريخ غزة ستلاحقه أينما كان وفي كل ساحة، وأن هذه الصواريخ بداية النهاية لكيانه وأن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، وأن مراهنته على التنسيق الأمني لن توفر له الأمن، ولن تسهم في تقويض قدرات المقاومة.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن