نشرت مجلة "كويداتي بلوس" الإسبانية تقريرًا تحدثت فيه عن البكتيريا التي تتواجد في الثلاجة والتي تشكل خطرًا على الصحة.
وقالت المجلة، إن هناك العديد من المشاكل الصحية التي تحدث بسبب الملايين من الكائنات الحية الدقيقة غير المرئية بالعين المجردة والتي تستقر في الثلاجة (سواء في الطعام أو على أسطح هذا الجهاز).
وبينت الصحيفة أنه وفقا لنتائج دراسة أجراها خبراء من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، يعيش ما يقرب من 11.4 مليون بكتيريا في كل سنتيمتر مربع داخل الثلاجة، وهي حقيقة غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد لأنه في بعض الحالات فقط، نكتشف هذه الكائنات الحية الدقيقة من خلال المظهر أو الرائحة التي تعكس وجودها في الثلاجة.
وأوردت المجلة أن البكتيريا التي تتراكم في هذا الجهاز تعمل بطريقتين: من خلال التلف (يمكن أن تنمو في درجات حرارة منخفضة، ولحسن الحظ، تكون مرئية، حيث يتم اكتشافها عندما يفسد الطعام، علاوة على ذلك، ليس لها أي تأثير على الجسم). ومن جهة أخرى، نجد البكتيريا المسببة للأمراض والمسؤولة الرئيسية عن الأمراض المنقولة بالغذاء والتي لا يمكن ملاحظتها، وبالتالي فهي الأكثر خطورة على الصحة.
البرد مادة حافظة جيدة.. لكن ليس دائمًا
ونقلت المجلة عن خبيرة تكنولوجيا الأغذية وأخصائية التغذية، بياتريس روبلز، قولها: "أول شيء يجب توضيحه هو أن درجات حرارة التبريد لا تقضي على الكائنات الحية الدقيقة، إنما تبطئ نموها فقط"، مضيفة أنه "يمكن لبعض أنواع البكتيريا، مثل "الليستيريا المولدة للخلايا الوحيدة"، أن تتكاثر في درجات حرارة تصل إلى 5 درجات مئوية، لذلك فإنه يوصى بإبقاء الثلاجة في درجات أقل من درجة الحرارة هذه لمنع هذه الكائنات الدقيقة من التكاثر لدرجة بلوغ الحد الأدنى من البكتيريا التي تسبب المرض. وهذا هو السبب في أن درجات الحرارة بين 5 و60 درجة مئوية تسمى منطقة الخطر".
هذه هي الأكثر شيوعا
وفقا لتعليقات روبلز، فقد قامت العديد من الأبحاث بتحليل الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن العثور عليها في الثلاجات المنزلية، وسلطت الضوء على الأنواع الأكثر شيوعًا في هذا المجال والتي منها - على سبيل المثال - البكتيريا والفطريات من أجناس الرشاشيات، والطوقيات البوغية، والكوكوريا، والمكورة العنقودية، والعصوية، واللستيريا، والبنسليوم، وغيرها.
وبحسب الخبيرة فإن "بكتيريا الليستريا المستوحدة تعد من أكثر الكائنات المثيرة للقلق، حيث توجد عادة في الأطعمة الجاهزة للاستهلاك، أي تلك التي لم يتم طهيها قبل تناولها (حيث يتم تدمير هذه الكائنات الدقيقة بالمعالجة الحرارية). مثل اللحوم المقطعة والسلمون المدخن والسلطات المغسولة وما إلى ذلك".
أين تعيش وما الأعراض التي تنتجها؟
واستعرضت المجلة بعض الكائنات الحية الرئيسية التي تسبب الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية والتي توجد بشكل متكرر في الثلاجة والعواقب الأكثر شيوعا التي تنتجها في الجسم:
بكتيريا العصوية الشمعية
الغذاء: اللحوم واليخنات وعصائر اللحوم وصلصة الفانيليا.
الأعراض: تقلصات في البطن، إسهال مائي، غثيان.
وقت ظهور الأعراض بعد تناول الطعام: من 10 إلى 16 ساعة.
الليسترية المستوحدة
الغذاء: حليب غير مبستر، الأجبان الطرية المصنوعة من الحليب غير المبستر؛ اللحوم الجاهزة للأكل.
الأعراض: حمى، آلام في العضلات غثيان؛ الإسهال وأعراض أخرى خفيفة تشبه الإنفلونزا. إنه خطير بشكل خاص في حالة النساء الحوامل، لأن العدوى التي تنتجها الليستريات يمكن أن تسبب الولادة المبكرة، من بين عواقب أخرى.
وقت ظهور الأعراض بعد تناول الطعام: من 9 إلى 48 بالنسبة لأعراض الجهاز الهضمي. ومن أسبوعين إلى 6 أسابيع في حالة تسببها في الإصابة بمرض الليستريات.
بكتيريا العطيفة الصائمية
الغذاء: لحم دواجن نيء أو غير مطبوخ جيدًا؛ الحليب الخام؛ المياه الملوثة.
الأعراض: الإسهال (الدموي في بعض الحالات). تشنجات؛ الحمى والقيء.
وقت ظهورها بعد تناول الطعام: من يومين إلى 5 أيام.
السالمونيلا
الغذاء: البيض، الطيور، لحم العجل؛ حليب غير مبستر أو عصائر؛ الجبن، الفواكه والخضروات النيئة الملوثة.
الأعراض: الإسهال، الحمى؛ المغص؛ التقيؤ.
وقت ظهورها بعد تناول الطعام: من 6 إلى 48 ساعة.
المكورات العنقودية الذهبية
الغذاء: لحم البقر، سلطة البطاطس والبيض، كعكات الكريمة غير المبردة أو المبردة بشكل غير صحيح.
الأعراض: ظهور مفاجئ وغثيان شديد وقيء. المغص. قد تحدث الحمى والإسهال أيضا.
وقت ظهورها بعد تناول الطعام: من ساعة إلى 6 ساعات.
الغذاء والمناطق عالية الخطورة
وبينت المجلة أنه مع الأخذ في الاعتبار نوع الكائنات الحية الدقيقة التي توجد بشكل متكرر في الثلاجة، تشير روبلز إلى الأطعمة التي تمثل، بشكل عام، أكبر خطر في هذا الصدد والتي يجب اتخاذ احتياطات قصوى عند تناولها، مثل اللحوم الباردة، والسمك المدخن؛ ومنتجات الألبان المصنوعة من الحليب الخام، والقشريات المطبوخة، والسلطات المتبلة.
وأوردت المجلة أن أحد الأبحاث التي أجريت في إيطاليا بهدف تحديد كمية الجراثيم العالقة على الجدران الداخلية للثلاجات المنزلية كمصادر محتملة للتلوث الجرثومي للأغذية، وجدت أن 61 بالمئة من الأنواع البكتيرية المسببة للأمراض توجد في قاع الثلاجة (النسبة المتبقية 39 بالمائة تقع على الجدران). أما بالنسبة لمناطق التخزين المختلفة، فأشار الباحثون الإيطاليون إلى أن معظم الميكروبات تتركز في الجزء السفلي من الثلاجة، حيث يتم تخزين الفواكه والخضروات عادة على سبيل المثال.
تنظيف الثلاجة والتلوث المتبادل: ما العلاقة بينهما؟
وأشارت المجلة إلى أن خبراء الصحة الغذائية يتفقون على أن أحد أكبر المخاطر التي تشكلها مناولة الطعام تكمن في إمكانية انتقال التلوث، أي الطريقة التي يمكن أن تنتشر بها البكتيريا من طعام إلى آخر؛ حيث يكون هذا الخطر أكبر عندما يتعلق الأمر باللحوم النيئة والدواجن والأسماك والمحار، ويرجع ذلك أساسا إلى العصائر التي تطلقها هذه الأطعمة، وفي هذا الصدد، تعد الثلاجة بيئة "ملائمة" للغاية.
ولفتت المجلة إلى الدراسة التي أجراها باحثون من كلية علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة نانجينغ الزراعية في الصين، والذين بناء على الأدلة المقدمة من هذا العمل، حذروا، من أن بعض الكائنات الحية الدقيقة (بما في ذلك البكتيريا والعفن والخمائر) يمكن أن تنمو أو تعيش عند 4 درجات مئوية (درجة الحرارة المثلى في الثلاجة من أجل الحفظ الصحيح). كما أنهم أكدوا على الحاجة إلى إيلاء اهتمام خاص للعوامل التي قد تكون موجودة في الأطعمة الملوثة غير المغسولة (وكذلك في العبوات التي تحتوي عليها)، "والتي يمكن نقلها إلى أسطح الطعام عند تبريدها"، ما يتسبب في تلويث الأطعمة الأخرى المخزنة مسبقًا أو الالتصاق أو التسرب إلى جدران ومناطق الجهاز ".
كيفية تجنب هذا "الاحتلال" البكتيري؟
ونصحت روبلز بتجنب عدد من الأخطاء الأكثر شيوعًا الناتجة عن مناولة/حفظ الطعام في الثلاجة والتي يمكن أن تتسبب في تكاثر هذه الكائنات الدقيقة، والتي منها:
- وضع الطعام في الثلاجة دون حفظه بشكل صحيح: على سبيل المثال، لف اللحم أو الأسماك في الورق أو الكيس الذي يعطينا إياه الجزار أو متجر الأسماك بدلا من تغييرها إلى حاوية محكمة الإغلاق.
- خلط الأطعمة النيئة والمطبوخة.
- الجمع بين الأطعمة النباتية النيئة والأطعمة الحيوانية النيئة.
- عدم برمجة الثلاجة على درجة الحرارة المناسبة (أي أقل من 5 درجات مئوية).
- عدم توزيع الطعام وفقا لدرجة حرارة الثلاجة: فمثلًا المناطق السفلية هي الأكثر برودة وهذا هو المكان المثالي لوضع الطعام النيء.
- وضع تلك الأطعمة التي يسهل فيها نمو الكائنات الحية الدقيقة عند اختلاف درجات الحرارة في الباب، كما هو الحال مع البيض.
- عدم تنظيف الثلاجة بشكل صحيح.
- عدم احترام تواريخ انتهاء الصلاحية.
- في بعض الأحيان، تشير العبوة نفسها إلى عدد الأيام التي يمكن أن تظل مفتوحة، ويجب احترام هذه الفترة.
وفي الصيف: احتياطات قصوى
واختتمت المجلة التقرير بتوصيات أخرى قدمتها روبليز للتعامل مع حفظ الطعام في مواسم الصيف، مثل:
- التحقق من درجة حرارة الثلاجة.
- يجب ألا تبقى الأطعمة التي يجب أن تكون باردة (وتشمل هذه بقايا الطعام) أكثر من ساعة في درجة حرارة الغرفة.
- إذا تم نقل المنتجات بعيدًا عن المنزل، خاصة إذا كانت أطعمة تحتاج إلى تبريد، فخذها في ثلاجة تحتوي على وحدة تبريد.
- تجنب تخزين الأطعمة التي تحتوي على البيض النيئ، مثل المايونيز المحلي الصنع.
- تجنب شراء الطعام من أماكن غير منظمة، مثل الباعة الجائلين على الشاطئ، على سبيل المثال.