فازت المعلمتان أمل يوسف أبو زايد وزينب سفيان دلول من المدارس الحكومية في قطاع غزة، بجائزة مؤسسة التعاون للمعلم المتميز 2022، التي تُنظم على مستوى فلسطين سنويا، وجاءت هذا العام تحت عنوان تحت عنوان “إبداع معلم.. نهضة وطن”.
وتعمل المربية أبو زايد في مدرسة خولة بنت الأزور الثانوية للبنات بمديرية الوسطى، وجاء فوزها عن أسلوبها “التعلم الممتع من وحي السرد القصصي التفاعلي”، في حين تعمل المربية دلول في مدرسة عبد المعطي الريس الثانوية المهنية للبنات بمديرية شرق غزة، وجاء فوزها عن أسلوبها “التعلم الحقيقي”.
وأعلن عن الفائزين بالجائزة للعام 2022، خلال حفل نظمته مؤسسة التعاون تزامنا بين الضفة المحتلة وقطاع غزة.
وأشاد الدكتور خالد أبو ندى وكيل وزارة التربية والتعليم العالي بغزة بالمعلمتين الفائزتين، وذلك خلال استقباله وتكريمه لهما في مقر الوزارة بغزة.
وقدم أبو ندى لهما التهاني والتبريكات، موضحاً أن الوزارة تفخر بهذا النجاح وتشجع المعلمين من أصحاب المبادرات المتميزة، خاصة الذين يحصلون على جوائز محلية ودولية، بالرغم من الصعوبات والتحديات والواقع الصعب في قطاع غزة، وذلك ضمن خطتها لإحداث مزيد من التطوير والتجويد للعملية التعليمية.
وذكرت المعلمتان دلول وأبو زايد في لقاء مع إذاعة صوت التربية والتعليم، أن فكرة التقدم لجائزة مؤسسة التعاون جاءت من وحي المبادرات التي ابتكروها وتطبيقها كحلٍ لبعض العقبات التي تواجههم في العملية التدريسية داخل الغرفة الصفية، وبتشجيعٍ وإصرارٍ من إدارة المدرسة للتقدم للجائزة.
وحول مبادرتها قالت المعلمة أبو زايد، إن مبادرتها “التعلم من وحي السرد القصصي التفاعلي”، يتم تنفيذها في مدرسة خولة بنت الأزور مع طالبات الصف التاسع منذ ثلاث سنوات، وهو عبارة عن تصميم قصص تفاعلية، من خلال تأليف سيناريوهات علمية من وحي المنهاج وأسئلة الطالبات والنقاط الصعبة التي يعانين منها خلال الشرح، ويكمل هذه السيناريوهات رسوم توضيحية، يتم إنتاجها على شكل قصة رقمية من خلال التعليق الصوتي والموشن جرافيك البسيط، وتنتهي هذه القصة بتساؤل ونهاية مفتوحة حتى تنخرط الطالبات بمهمة تعليمية وهي التفكير والبحث الاستقصائي للإجابة على التساؤل، وبهذا يتم تحويل الطالبات من عنصر متلقي إلى عنصر متفاعل.
وبينت أبو زايد أن أسلوب القصة المميزة كان له الأثر في جعل الطالبات يندفعن نحو حصة العلوم وينتظرنها بكل شغف على الرغم من أنها تحتاج إلى فهم عميق، إضافة إلى دورها في تعزيز التواصل بينهن نحو التعليم التفاعلي، والتعلم النشط، بحيث أصبحن على استعداد لتسليم مهمات التعلم الفردية والمهمات الجماعية بكل حماس للحصول على الجائزة من خلال تكريم الطالبات بعد كل مهمة فردية.
أما المعلمة دلول فقد ذكرت أن مبادرتها التي تقدمت بها لمؤسسة التعاون عبارة عن أسلوب تعليمي أطلقت عليه اسم “التعلم الحقيقي”، وهدفه تعليم الطالبات علماً يستفدن منه في حياتهن بشكل عام، ولا ينتهي عند تقديم الامتحان فقط، ومن هذا المنطلق دمجت المعلمة -ضمن المبادرة- بين المفاهيم النظرية والمهارات العملية من خلال القيام بتجربة حقيقية واقعية، بتوجيه الطالبات للمؤسسات العاملة على أرض الواقع في قطاع غزة، ليجمعوا منهم المعلومات ويشرعوا بأعمال خاصة من وحي المعلومات التي قمن بجمعها من تلك المؤسسات.
وأكدت دلول أن لأسلوبها “التعلم الحقيقي” الأثر الكبير على الطالبات من ناحية التحصيل العلمي، فمن خلال تدريسها لتخصص التصميم الجرافيكي لمرحلة الثانوية العامة، بلغت نسبة النجاح بين الطالبات في الجانب النظري 100%، فيما تراوح تقدير معظم الطالبات في الجانب العملي ما بين جيد جداً مرتفع وامتياز، أما من ناحية المهارات الحياتية فقد استطاعت 11 طالبة من 14 طالبة الحصول على فرص عمل؛ 3 منهن بدخلٍ ثابت، عدا عن فتح طالبتين متاجر إلكترونية خاصة.
يذكر أن إعلان مؤسسة التعاون عن نتائج السنة التاسعة عشر لجوائزها للتميز والإنجاز للعام 2022، جاء بالتزامن مع احتفالاتها بالعام الأربعين على تأسيسها.
هذا وتتميز جوائز المؤسسة بتبنيها للأفكار المبدعة ورعايتها، لتمكينها من تطوير عملها لتصبح ناجحة وذات مردود اقتصادي واجتماعي، كما تكمن أهميتها بأنها جوائز فلسطينية بتمويل فلسطيني، وتقدَّم لمؤسسات وأفراد فلسطينيين، حرصاً من المؤسسة على تكريمِ إنجازِ وإبداعِ الشعبِ الفلسطيني.