حذر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، من فقدان "إسرائيل" لدعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بسبب "الخراب" الذي أصابها بفعل الحكومة اليمينية التي تحكمها الآن والتي يتزعمها بنيامين نتنياهو.
وأكد رئيس جهاز "الموساد" الأسبق، وعضو حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، تمير باردو، أن "كل يوم يمر يقربنا من نهاية الحلم الصهيوني، فالمسيحانيون والفاشيون ربطوا كتلة حريدية مناهضة للصهيونية برئيس وزراء غير جلدته وحول حزبه من ديمقراطي – يميني (الليكود) إلى دكتاتوري أرثوذكسي عنصري فائق".
وأضاف بمقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "الدول العربية، بلا استثناء؛ المطبعة والتي قد توقع على تطبيع قريبا حتى تلك التي لم توقع، تقف مندهشة كيف أن الدولة اليهودية، المعجزة الاقتصادية، الاجتماعية، التكنولوجية والأمنية، قررت بيديها أن تعمل على إبادتها الذاتية، لا يوجد زعيم مسلم واحد لا يرقب بذهول الجنون الذي يتملك إسرائيل".
ورأى باردو، أن "مسيرة السخافة اليهودية تتواصل منذ أكثر من خمسة عقود في ظل تجاهل تام للواقع والحقائق، فبين النهر والبحر يعيش 15 مليون نسمة، نصفهم يهود، هذه السخافة تقوم على أساس الفرضية الكاذبة، أنه يوجد في الكون شخص – فما بالك شعب – يكون مستعدا لأن يتنازل عن حريته وأن يعيش إلى الأبد عديم الحقوق".
وقال: "العنصريون الفاشيون يتطلعون للوصول لحرب يأجوج ومأجوج في نهايتها، بمعونة الرب، يهزم اليهود الباقين ويحققوا هروبهم، مقابل موتهم أو موافقتهم على أن يكونوا مواطنين عديمي الحقوق، ولأن جهاز القضاء مستقل يكبح هذه الرؤيا الكابوسية، فقد ارتبط أولئك العنصريون الفاشيون برئيس وزراء يحتاج أيضا إلى ردع جهاز القضاء لاعتباراته الشخصية".
وأوضح رئيس "الموساد" الأسبق، أن "أصدقاء إسرائيل يحاولون نصب المرآة منذ سنين أمام أصحاب القرار، لكن عبثا، إسرائيل التي أصبحت بمرور السنين حليفا هاما للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، تتجاهل تحذيرات الأصدقاء الذين يحاولون الإيضاح للحكومة بأن طريقة العمل هذه ستؤدي لنهاية إسرائيل".
ونوه إلى أن "الاعتراف الأهم بأهمية إسرائيل في الغرب، كان القرار الأمريكي لضمنا لمجال مسؤولية قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية، التي تسمى "سنتكوم" قبل سنتين (حتى ذلك الحين كانت إسرائيل تحت قيادة أوروبا)".
وحذر من أن "خطوات نتنياهو وحكومته ستؤدي إلى أن ذات صباح يبلغ قائد "سنتكوم" البيت الأبيض أن هذا الحليف فقد قيمته الاستراتيجية، وأن الديمقراطية الإسرائيلية لم تعد قائمة"، مؤكدا أن "الرئيس الأمريكي سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، سيصل إلى ذات الاستنتاج".
وتابع: "إسرائيل التي دعمتها واشنطن أكثر من أي دولة أخرى في العالم، أصبحت دولة أبرتهايد معلنة؛ فمسيرة تفككها المتسارعة لم تعد تبرر استثمار الحلف معها، هكذا سيكون في الولايات المتحدة، وقبلها أيضا، وهكذا سيكون في دول أوروبا".
وبين باردو، أن "التظاهرات في إسرائيل تقاتل لمنع نهاية الحلم الصهيوني، رغم أني أؤمن بقوة وتصميم حماة الديمقراطية، لكن يجدر بأصدقاء إسرائيل أن يقفوا إلى جانبهم قبل فوات الأوان، وأن يجسدوا لائتلاف الهدم الثمن الإقليمي والدولي لخراب الديمقراطية من الداخل".