أجمع مراقبون ومختصون أن الاحتلال يهدف من خلال "الخطة الخمسية" إلى دمج الجزء الشرقي ضمن منظومته التعليمية والاقتصادية والصحية، وإحكام قبضته على المدينة المقدسة.
وكان رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن تخصيص ميزانية بقيمة 3.2 مليار شيكل للخطة الخمسية، مدتها خمس سنوات من 2024-2028.
وحددت الخطة التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية عام 2018، ستة قطاعات للعمل فيها لتحقيق أهدافها، وهي: التعليم والتعليم العالي، الاقتصاد والتجارة، التشغيل والرفاه، المواصلات، تحسين جودة الحياة والخدمات المُقدّمة للسكان، وتخطيط وتسجيل الأراضي.
أهداف "الخطة الخمسية"
الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب يقول إن "الخطة الخمسية" تهدف إلى دمج المقدسيين في النظام التعليمي الإسرائيلي.
وأضاف شهاب خلال حديث خاص لوكالة "فلسطين الآن"، بأن الاحتلال يحاول انتزاع المقدسيين من هويتهم وجذورهم من خلال دمجهم بالمؤسسات التعليمية الإسرائيلية.
وأوضح أن الاحتلال يهدف من خلال الخطة الخمسية أن يجعل المقدسي "مقيما مستمرا" يعني أن يكون عبدا مطيعا يفكر في الناحية المادية بعيدا عن الانتماء الوطني.
وذكر شهاب بأن من أهداف "إسرائيل" التي ترتكز عليها في الخطة الخمسية إيجاد فرص عمل للمقدسيين وتجريدهم من وطنيتهم وحبهم للقدس والمسجد الأقصى.
خطة أمنية بامتياز
من جانبه، ذكر الباحث المختص في شؤون القدس راسم عبيدات أن "وزير مالية دولة الكيان المتطرف سموتريتش يفخر بأنه سيقود أكبر خطة لتعزيز السيادة على مدينة " القدس" ككل.
وأضاف عبيدات "تلك الخطة تأتي لتعزيز الأمن والسيادة والسيطرة على مدينة، وتهويدها وأسرلتها، استكمالاً للخطة الحكومية الخماسية الممتدة من عام (2018-2023)،والتي بلغت ميزانيتها 2 مليار و 100 شيكل، رصد منها مبلغ 875 مليون شيكل من أجل أسرلة العملية التعليمية في القدس".
وتابع، "عنوان تلك الخطة دمج السكان العرب في المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي خاصة الشبان منهم وسكان القدس عامة، وضمن أهداف تلك الخطة الخادعة والمضللة ما يسمى بتقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين العرب واليهو" في المدينة".
وأوضح عبيدات، "بالنظر لبنود الخطة المطروحة، نجد أنها خطة أمنية بامتياز حيث ميزانية الامن لوحدها 120 مليون شيكل، وكذلك مزيد من الرقابة، مزيد من العسكرة، مزيدا من مراكز الشرطة ورجال الامن، مزيد من العزل والفصل العنصري".
ويبقى السؤال هل سينجح الاحتلال بفرض مشاريعه التهويدية في مدينة القدس وضرب الرواية الفلسطينية أم أن وعي المقدسي الذي لطالما تحدى الاحتلال بوعيه سيكون له رأي آخر ويرفض هذه المشاريع الاحتلالية.