قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن الكشف عن "اللقاء السري" الذي جمع وزير خارجية بلاده إيلي كوهين، مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، يعد فشلا ذريعا يعرض حياة الأخيرة للخطر.
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه على منصة "إكس"، قال لابيد، منتقدا حكومة بنيامين نتنياهو: "ثلث دول العالم تتابع هذا الصباح التسريب غير المسؤول لاجتماع وزيري خارجية إسرائيل وليبيا، وتتساءل: هل هذه دولة يمكننا أن نقيم معها علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكنك الوثوق بها؟".
وأضاف: "هذا ما يحدث عندما تعين إيلي كوهين، وهو شخص لا خلفية له في المجال، وزيرا للخارجية لمدة عام واحد فقط".
وتابع لابيد، وهو رئيس وزراء ووزير خارجية سابق: "ما حدث أمام وزيرة الخارجية الليبية هو عمل غير احترافي وغير مسؤول وفشل خطير (...) هذا صباح العار الوطني والمخاطرة بحياة إنسان من أجل تصدر العناوين".
من جانبه، قال رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض، وزير الحرب السابق بيني غانتس، عبر حسابه على منصة "إكس": "العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل هي مسألة حساسة وخطيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية، وبالتأكيد تلك التي لا تربطنا بها علاقات رسمية".
وأضاف، مرفقا تغريدته بصورة لخبر عن إيقاف وزيرة الخارجية الليبية عن العمل: "عندما تفعل كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية، دون أي مسؤولية أو تفكير للأمام، فهذا ما يحدث، في العلاقات الخارجية أو الأمن أو الاقتصاد أو التعليم".
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى تقارير أفادت بـ "هروب" المنقوش على متن طائرة حكومية إلى تركيا.
وأوضحت أن طائرة "فالكون" التي تعود ملكيتها للحكومة الليبية أقلعت في ساعات الليل على نحو غير معتاد، وهبطت فجرا في إسطنبول، لافتة إلى أنه لا يوجد حتى الآن تعليق رسمي بخصوص هذه الرحلة ومن كان على متنها.
ومساء أمس الأحد، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، قرارا بإيقاف المنقوش عن العمل وإحالتها للتحقيق، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الوزير إيلي كوهين، التقى الأسبوع الماضي في العاصمة الإيطالية روما، المنقوش في لقاء هو الأول من نوعه بين مسؤولين من البلدين.
ونشرت وزارة الخارجية الليبية بيان عن اللقاء، وادعت أن المنقوش "رفضت بشكل قاطع عقد لقاء مع أي ممثل إسرائيلي وما زالت مصرة على رفضها. وما حدث في روما كان لقاء غير مخطط له وغير رسمي، خلال لقائها مع وزير الخارجية الإيطالي". وبحسب الوزارة، فإن اللقاء مع كوهين "لم يتضمن أي محادثات أو اتفاقيات، بل على العكس، عرضت الوزيرة موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية".
لكن "يديعوت أحرونوت" نفت تلك الرواية، وأكدت نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية، أن اللقاء بين كوهين والمنقوش والذي جرى في بيت ضيافة وزير الخارجية الإيطالي، لم يكن صدفة، وسبقه محادثات مع كبار المسؤولين في ليبيا، بما في ذلك وزيرة الخارجية نفسها.
وكانت مقاطع فيديو وصور قد أظهرت حرق متظاهرين إطارات سيارات وأعلام إسرائيلية وترديدهم هتافات معادية لـ"إسرائيل"، أمام مقر وزارة الخارجية الليبية في طرابلس، ومطالبتهم بإقالة الوزيرة المنقوش.