13.33°القدس
12.86°رام الله
12.19°الخليل
18.71°غزة
13.33° القدس
رام الله12.86°
الخليل12.19°
غزة18.71°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.75جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.75
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.74

تطوير المقاومة بالضفة هدف أساسي

العاروري: الاحتلال يدفع المنطقة لمواجهة شاملة ونتنياهو يكذب على عائلات الجنود الأسرى

JiGN8.jpg
JiGN8.jpg
غزة - فلسطين الآن

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري على أن الحركة حاضرة في المقاومة بالضفة وتشكل العمود الفقري لها.

وقال العاروري خلال حوار مع موقع "الجزيرة نت" إن تبني العمليات الفدائية يخضع لتقدير الجهاز العسكري، وهي ليست سياسة جديدة، لكنها تخضع لاعتبارات مصلحة المقاومة.

واعتبر أن دخول الحركة العلني يؤثر في بيئة المقاومة ويعطي رسالة قوية أن لهذه الحالة قيادة سياسية، وأن المقاومة ليست مجرد تعبير عن الغضب من ممارسات الاحتلال بل لها هدف سياسي، وتشارك فيها حركة بثقل وقوة حماس التي ترفع شعار المقاومة من أجل التحرير وحماية المقدسات.

وأشار إلى أن العمليات التي تبنتها حماس هي التي كان منفذوها من أبناء الحركة واستشهدوا أو أصبحوا مطلوبين للاحتلال، منوها إلى أن "عددا من المنفذين تركوا وصاياهم وصورهم التي تشير لانتمائهم للجهاز العسكري، لكن العمليات التي لم تكشف أو لم يستشهد منفذوها تتجنب الحركة الإعلان عنها حفاظا على المقاومين".

وأضاف: "نؤمن ونعمل على أساس أن كل محافظات الضفة الغربية من شمالها لجنوبها هي حواضن للمقاومة، لكن لأسباب موضوعية فإن المقاومة في الشمال نمت بشكل سريع وكبير لتراجع الاحتلال وانسحابه من بعض مناطقها عام 2005".

ولفت إلى أن انتشار خارطة العمليات يؤكد أن العمل المقاوم أصبح حقيقة وأمرا واقعا، وهو بإذن الله سيتطور لمواجهة مخططات اليمين الصهيوني الذي يستهدف جميع محافظات الضفة الغربية بالتهويد وخاصة مدينتي القدس والخليل.

وأكد العاروري على أن تطوير العمل المقاوم يشكل أولوية لدى حركة حماس ومعها فصائل المقاومة، والوصول للقدرة على إيذاء العدو واستنزافه يعتبر هدفا أساسيا لإجباره على الاعتراف بحقوقنا الوطنية والسياسية، بما فيها الوصول إلى أن يكون موضوع الصواريخ مؤثرا وفاعلا.

وتابع: "حققت المقاومة في الضفة نقلات نوعية خلال الفترة الزمنية الماضية في ظل ظروف صعبة وإمكانيات صعبة نتيجة الحصار الأمني والعسكري الذي يفرضه الاحتلال، لكن إرادة شباب الضفة صلبة وقوية، ونرى اليوم أن الأجيال الشابة من أبناء المقاومة تبذل جهودا في عمليات التصنيع والتطوير".

وأكمل: "هذه الإرادة الفلسطينية كانت وستظل دائما حاضرة، فالنقلات النوعية للمقاومة دائما تأتي من خارج حسابات الاحتلال ورغما عنه، كما أن نموذج تطور المقاومة في غزة يشكل حالة إلهام بأن الإرادة الفلسطينية لا تعرف الاستسلام أو الانكسار".

تأثير مقاومة الضفة

وشدد العاروري على أن "الشكل الدفاعي للمقاومة في الضفة يتطلب الوحدة الميدانية التي تذوب فيها الفروق الفصائلية، والحاجة لوجود قيادة ميدانية تدير العمليات الدفاعية"، موضحا أن ما يخص العمليات الهجومية التي نفذتها المقاومة فغالبية المنفذين من أبناء الفصائل.

ونوه إلى أن الفصائل حاضرة في دعم وإسناد حالات المقاومة، لافتا إلى أن "العمل الدفاعي مهم لحماية حواضن المقاومة، ولتكوين أماكن عصية على الاحتلال تسمح بتطور المقاومة ومواصلة تراكم قدراتها وتموضع كوادرها البشرية، وضمن هذه الرؤية تنطلق الفصائل لدعم المقاومة في التشكيلات العسكرية الميدانية".

وبين أن التنسيق بين الحركة والتشكيلات العسكرية عالي المستوى، وكتائب القسام موجودة في جنين ونابلس وطولكرم، وتشارك بالتصدي للاقتحامات إلى جانب أبناء الفصائل الأخرى.

وأوضح أن العدد الأكبر من العمليات النوعية نفذها مجاهدون من كتائب القسام، مثل عملية الأغوار "الحمرا"، وعملية حوارة الأولى، وعملية مستوطنة "عيلي"، وعملية مستوطنة "كدوميم" و"عتصيون"، وعمليات إطلاق النار في تل أبيب، وغيرها مما لم يتم تبنيها.

وأضاف أن التأثير الميداني للحركة ومشاركة أبنائها ساهم في تطور الوقائع الميدانية للمقاومة، معتبرًا أن المشاركة الميدانية تخلق جوا من التفاعل الإيجابي بين أبناء التشكيلات العسكرية، والسعي نحو صناعة عقل جمعي لتطوير العمل العسكري لمواجهة العدو.

وشدد على أن المقاومة ستزيد صلابة والشعب الفلسطيني التفافا حول مقاومته، موضحا أن "الاحتلال يسعى لرفع كلفة المقاومة بعمليات القتل، وهو لا يزال يتبنى نظرية القتل من أجل الردع، التي نتج عنها ارتقاء أكثر من 200 شهيد منذ بداية العام".

وأردف: "نحن شعب لا نحب الألم لكننا نعشق الحرية، فمنذ 100 عام نتوارث النضال ونقدم التضحيات، لذلك على حكومة المجرمين في تل أبيب أن يأخذوا العبرة من مخيم جنين الذي تم تدميره عام 2002، فخرج إليهم اليوم جيل المقاومة الذين كانوا أطفالا في ذلك الوقت وعاشوا على ذكريات البطولة التي يختزنها المخيم في روايته وأزقته، واليوم عادوا ليصنعوا من المخيم قلعة عصية على العدو، ويعيدوا الكرة في مواجهته".

وحدة الساحات

ورأى نائب رئيس حركة حماس أن "الساحات الفلسطينية موحدة في مواجهة العدو وتعيش حالة نضال تكاملية في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني، فنحن نواجه الخطر نفسه، والأدوار التكاملية التي تديرها قيادة المقاومة هي من أجل تشكيل بيئة ضاغطة على العدو ودفعه نحو التراجع والانكفاء".

وقال إن الضفة اليوم رأس حربة في مواجهة الاحتلال، لأن المشروع الاستيطاني لا تكفي معركة واحدة لتراجعه وتفككه، بينما معركة استنزاف ميدانية تدور رحاها على أرض الضفة بوجود دعم من الساحات الأخرى، سواء بداخل فلسطين أو خارجها، سيجعل المشروع الاستيطاني ينكفئ ويتراجع ويردع قادة العدو وحكومته المتطرفة عن مواصلة برنامجها في تهويد الضفة.

وفيما يتعلق بمعركة متعددة الجبهات، أوضح أن "الهدف منها استعادة دور الأمة في تحرير فلسطين، المعركة في فلسطين هي في مواجهة مشروع يدعمه الغرب بكل قوته، وهنا نلمس دورا أميركيا فاعلا في محاولات تفكيك المقاومة، ومظلة أميركية لا تزال تحمي المشروع الصهيوني".

وأضاف: "يجب أن يتكون مسار حقيقي وعملي لشعوب الأمة وقوى المقاومة في معركة متعددة الجبهات مع العدو الصهيوني، واقتناع الأمة وشعوبها وقواها بدورهم العملي يجب أن يترجم ممارسة على الأرض بالإعداد لمثل هذه المهمة".

وتابع: "حماس اليوم منفتحة على كل مكونات الأمتين العربية والإسلامية اللتين تشكلان عمقنا الإستراتيجي. كما نسعى لتوثيق علاقاتنا السياسية مع المكونات الدولية، فالساحة الدولية تشهد حراكا من أجل إعادة تغيير موازين القوى ووقف تفرد الولايات المتحدة الأميركية في السياسة الدولية".

مواجهة موسعة وشاملة

وقال العاروري إن على الجميع أن يأخذ في اعتباره أن حكومة الاحتلال وبشكل مؤكد تدفع المنطقة كلها -وفي القريب خلال السنتين القادمتين- إلى مواجهه واسعة وشاملة خطيرة جدا.

وأردف: "إستراتيجيتنا نحن في حركة حماس أننا كشعب فلسطيني بكل مكوناته مطلوب منا أن نخوض معركتنا مع الاحتلال والاستيطان، والانتظار يضعف من موقفنا ويقوي من موقفهم ويزيد عدد المستوطنين ويفرض الوقائع على الأرض، خاصة أن الضفة تم تسليمها للتيار الديني القومي الذي ينفذ فيها ما يشاء".

وأكد على ضرورة "استغلال المتغيرات الدولية وخاصة المأزق الأميركي في تآكل مصداقية الشرعية الدولية التي تقف عاجزة عن إنهاء الاحتلال الصهيوني رغم جميع القرارات الدولية التي تنص على ذلك، وفي ظل توفر موقف دولي يتحدث عن عدم شرعية الاستيطان وما تقوم به حكومة المتطرفين، ورغبة دولية -خاصة أميركية- بمنع تفجر صراع واسع في المنطقة من أجل التفرغ للصراع مع روسيا".

واعتبر أنه "إذا صعدنا مقاومتنا الميدانية ضد الاستيطان وجيش الاحتلال بشكل حقيقي وفعال ومؤثر فسيصبح الاستقرار العالمي كله وأمن المنطقة على شفير الهاوية، عندها يمكننا فعلا أن نطرد الاحتلال من الضفة الغربية".

وفيما يتعلق بمفاوضات تبادل الأسرى، أكد العاروري على أن "إستراتيجيتنا ومسؤوليتنا الوطنية والدينية أن نواصل العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى".

وأضاف: "تقديرنا أنه لا توجد حكومة في كيان العدو تمتلك الشجاعة لإبرام صفقة تبادل، فقد جرت محاولات جادة للتفاوض على الجنود المأسورين في غزة لكن حكومة العدو تقف عاجزة عن اتخاذ القرار، وتواصل كذبها على عائلات الجنود بأنها تبذل جهدها لمعرفة مصيرهم".

وأكد أن "قرار الحركة دائما أنه يجب أن يكون لدينا عمل من أجل إطلاق سراح الأسرى، فهناك المئات منهم في سجون الاحتلال منذ ما قبل عام 2000 وخلال سنوات التسعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مثل الأسير نائل البرغوثي الذي قضى أكثر من 40 عاما من عمره في سجون الاحتلال".

المصدر: فلسطين الآن