أطلقت السلطات المصرية تحذيرًا من تأثر البلاد بالعاصفة "دانيال"، التي ضربت اليونان مؤخرا واتجهت نحو سواحل ليبيا خلال الساعات الأخيرة، والتي تقترب حالياً من الحدود الغربية لمصر.
ووصف الخبراء العاصفة "دانيال" بأنها "ظاهرة نادرة من حيث كمية المياه المتساقطة خلال 24 ساعة"، إذ ضربت تحديدا مقاطعة مغنيسيا على مسافة 300 كيلومتر شمال أثينا، كما اتجهت إلى ليبيا، وأجبرت السلطات على إغلاق 4 موانئ نفطية رئيسية لمدة 3 أيام.
من جانبها، قالت عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية المصرية، منار غانم، في تصريحات صحفية، إن العاصفة "دانيال" تدخل الحدود المصرية في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وحددت "غانم" تداعيات تلك العاصفة على مصر في عدد من النقاط، قائلة:
تأثيرها سيكون أقل في مصر بالمقارنة بما حدث في ليبيا؛ لأن المنخفض حينما يدخل على الأراضي اليابسة، يفقد جزءا كبيرًا من قوته لأن المنخفض الجوي يستمد الطاقة من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر المتوسط، وبدخوله على الأراضي الليبية يفقد جزءا من قوته ويؤثر على المناطق الحدودية في مصر بشدة أقل.
تلك العاصفة تتحول إلى منخفض جوي متعمق بأقصى غرب البلاد، مطروح والسلوم، إضافة لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا، ما يحولها لـ"بقايا عاصفة دانيال"، تتمثل ملامحها في أمطار بين المتوسطة والغزيرة على بعض المناطق من محافظة مطروح، إضافة لسرعات رياح بين 30 إلى 40 كيلومترا في الساعة تؤدي لإثارة الرمال والأتربة وانخفاض للرؤية الأفقية.
تمتد الأمطار يوم الاثنين خلال فترة المساء لمناطق من محافظة الإسكندرية، كما تؤثر على شمالي البلاد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في صورة أمطار متفاوتة الشدة على شمال البلاد والسواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة الكبرى، تختلف شدتها من محافظة إلى محافظة، وقد تكون رعدية أحيانا.
يوم الخميس تتلاشى فرص الأمطار من المحافظات المصرية، مع تحسن كبير في درجات الحرارة التي تعود إلى معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام.
وعن سبب تسمية تلك العاصفة بـ"دانيال"، قالت عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية المصرية، إن إطلاق مثل هذه الأسماء يكون للأعاصير الموجودة بشكل كبير على المحيطات، وليست العواصف، ولكن مع تجاوز سرعات الرياح لـ 70 كيلومترا في الساعة، تبدأ السلطات المحلية في كل بلد تُسميها باسم ما.
وأشارت إلى أن السلطات اليونانية أطلقت عليها أسم "دانيال" لسهولة تداولها إعلامياً ونشر الوعي بها.
أضرار بالغة
تعرضت اليونان في الأيام الأخيرة لسقوط أمطار غزيرة أدت إلى مصرع 11 على الأقل، فضلا عن فقدان آخرين، كما خلّفت أضرارا مادية جسيمة قدرت بمليارات الدولارات.
ذكرت وكالة "رويترز" أن المئات ظلوا محاصرين الجمعة في منازلهم أو في أراض مرتفعة في منطقة سهل ثيساليا التي ضربتها السيول الناجمة عن الإعصار دانيال.
جرفت السيول المنازل ودمرت البنية التحتية الحيوية، وأتلفت المحاصيل في ثاني أكبر منطقة تضم أراض زراعية في البلاد.
هبت العاصفة عقب اندلاع حرائق غابات هائلة في شمال اليونان في ظل فصل صيف كان الأكثر حرارة على الإطلاق.
واجهت السلطات الليبية تلك العاصفة بإجراءات استثنائية شملت فرض حظر تجوال في بعض مدن شرق البلاد، وإغلاق 4 موانئ رئيسية للنفط، في وقت ضربت فيه السيول مناطق بشرق ليبيا من بينها مدينة البيضاء.