توافق اليوم الـ12 من سبتمبر الذكرى السنوية الـ18 لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، في حدث تاريخي ينسحب فيها الاحتلال من أرض فلسطينية منذ احتلالها فلسطين التاريخية عام 1948.
وأجبرت المقاومة الفلسطينية الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة، بفعل ضرباتها ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، خاصة مع انتفاضة الأقصى وما كان فيها من عمليات نوعية للمقاومة أبرزها حرب الأنفاق التي دكت مواقع حصينة لجيش الاحتلال.
واحتُل قطاع غزة عام 1967، وظل الاحتلال مسؤولا عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسنده للسلطة، فيما أبقى على قواته في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يحتلها أكثر من 6 آلاف مستوطن.
وأقيمت أول مستوطنة في القطاع باسم "نیتسر حازاني" عام 1976، فيما أُنشأت آخر ثلاث مستوطنات صغيرة عام 2001 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.
وبدأت الاحتلال بفكرة الانسحاب عام 2003م، عندما اقترح رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "أرييل شارون" خطة تفكيك المستوطنات في غزة والتي أسماها خطة "فك الارتباط"، ثم صوتت حكومة الاحتلال في حزيران 2004م لصالح خطة الانسحاب.
وفي 15 أغسطس 2005م، انتهت مرحلة المغادرة الطوعية للمستوطنين، ثم إعلان حكومة الاحتلال عدم قانونية وجود من بقوا في المستوطنات، وهددتهم بخسارة قسم من التعويضات المعروضة عليهم، كما أمر جيش الاحتلال المستوطنين الذين لا يزالون موجودين بمغادرة منازلهم، وأكد أنه سيساعدهم.
وانتهت في 17 أغسطس مهلة إضافية لعملية "الإخلاء مع مساعدة"، ثم بدء جيش الاحتلال عملية إخلاء المستوطنين قسرا بالقوة.
وفي 8 سبتمبر، بدأ جيش الاحتلال عمليات تجريف للمنازل الخالية والكنس من المستوطنات التي تم إخلاؤها في القطاع.
وأكمل الاحتلال انسحابه النهائي من قطاع غزة في 12 سبتمبر بعد مغادرة آخر جندي إسرائيلي خارج حدود القطاع، لتبدأ احتفالات كبيرة لدى الفلسطينيين ابتهاجا بالإنجاز التاريخي.