وسط ترقب الاحتلال الإسرائيلي الذي فعّل أدوات الرصد لديه كافة، على الحدود وفي السماء وقبالة البحر، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية "الغرفة المشتركة"، مناورة "الركن الشديد 4"، التي تحمل رسائل أبعد من غزة، على صعيد فلسطين والمنطقة والإقليم عموماً.
ومهما حاول العدو التقليل من قدّر هذه المناورة، إلا أنها تأتي في ظل توقيت حساس خاصةً مع تهديدات بعض قادة الاحتلال، من حين لآخر تجاه قطاع غزة والمقاومة وقادتها، وهرولة العديد من الأنظمة العربية للتطبيع مع كيان الاحتلال.
وكان لابد للمقاومة الفلسطينية، أن تقول كلمة الفصل لتوصل عدة رسائل وخاصةً لردع الاحتلال "الإسرائيلي" الذي كلما عانى قادته السياسيون من أزماتهم الداخلية توجهوا نحو قطاع غزة، لتأتي المناورة حاملةً رسائل عدة.
فحص الجهوزية
الكاتب والباحث السياسي، مصطفى الصواف، أكد أن المناورة تأتي في سياقها الطبيعي وهي لفحص الجهوزية بعد فترة من التدريب والإعداد التي تمارسها المقاومة، وفي نفس الوقت تحمل رسالة للجميع وعلى رأسهم الاحتلال أن المقاومة موحدة وعلى جهوزية تامة لمواجهة أي عدوان من قبل الاحتلال.
وأوضح الصواف، لـ"فلسطين الآن"، أن المناورة أيضًا رسالة للجمهور الفلسطيني، بأن المقاومة تؤكد أن طريقها الوحيد نحو التحرير هو عبر فوهة البنادق، وأن المقاومة جاهزة للدفاع عن الأرض والإنسان والمقدسات.
وأشار إلى أن، الاحتلال ينظر بعين الريبة لهذه المناورة ويرى فيها أن المقاومة بغزة ليست سهلة وأنها موحدة تحت راية "الغرفة المشتركة"، وهذا الأمر يؤكد فشل الاحتلال في إحداث شرخ بين قوى المقاومة بعضها مع بعض.
يُذكر، أن مناورة "الركن الشديد4"، شارك فيها 12 جناحًا عسكريًا هم: كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المقاومة الوطنية، وكتائب شهداء الأقصى- لواء العامودي، وجيش العاصفة، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وكتائب المجاهدين، وكتائب الأنصار، وكتائب الشهيد جهاد جبريل.
المقاومة على أهبة الاستعداد
من جهته، أشار الكاتب السياسي، معتز عبد العاطي، إلى أن مشاركة الفصائل الفلسطينية في مناورة الركن الشديد"4" دلالة على أن المقاومة ستضربُ عن قوسٍ واحدة في الجولةِ القادمة، وأن محاولات البعض دق الأسافين بين فصائل المقاومة قد فشلت.
وأوضح عبد العاطي، لـ"فلسطين الآن"، أن المناورة تحملُ الجديّة وتتعاملُ مع خطرٍ قادمٍ وأنها على أهبة الاستعداد لجولة حقيقيةٍ، بعيدًا عن الاستعراض، وقد استخدمت تكتيكات الحرب فعليًا بمعناها الحقيقي، وإن كان الاستعراض يأتي في إطار رفع الروح المعنوية للحاضنة الشعبية، فإن هذه المناورة قد تسبق ساعة الصفر المرتقبة.
وأضاف: "الاحتلال دائمًا ما سعى لبث الفرقة "فرق تسد" وأكثر ما يخيفه هو توحيد العمل المقاوم وتوحيد الجبهات والساحات، فهذه المناورة تشكل ضربة لمحاولاته في تفريق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة"
