بعد أن تضع الأم مولودها، تبدأ النصائح تقدم لها ممن حولها، وممن يرين أنهن أكثر خبرة ودراية منها في تربية المواليد ورعاية الأمهات المرضعات، فالأم بعد انتهاء مرحلة الولادة تستعد لمرحلة الرضاعة الطبيعية، وما لها من فوائد عظيمة للأم والرضيع، ولذلك يوصف لها مغلي بذور اليانسون على أساس أنه من أهم المشروبات العشبية التي توصف لإدرار حليب المرضعة، وكذلك لفوائده الكثيرة للرضيع.
ما هو اليانسون؟
يُعرف نبات اليانسون، والذي يُستخرج من بذوره الزيت، بعدة أسماء، ومنها الكمون الحلو.
ويبلغ ارتفاع عشبة اليانسون حوالي نصف متر، وتمتاز العشبة بأنها ذات ساق رفيعة ومضلعة، ويخرج منها فروع طويلة، ولها أوراق مسننة مستديرة الشكل.
وفي نهاية كل فرع من الفروع، هناك الأزهار التي تكون بيضاوية الشكل وتتحول إلى اللون البني حين تنضج.
ويعتقد الناس أنهم يستخدمون البذور، ولكنهم في الحقيقة يستخدمون الثمار الناضجة، ويطلق عليها اسم "الكمون الحلو" في وقت نضجها.
ويعرف اليانسون بعدة أسماء؛ مثل: الينكون وتقدة، وفي المغرب يسمونه "الحبة الحلوة".
ولا يزال الموطن الأصلي لعشبة اليانسون غير معروف، وإن كانت وجدت رسومات لهذه العشبة في مخطوطات فرعوينة قديمة.
ويحتوي اليانسون على زيوت طيارة مهمة، وهي الأجزاء الفعالة فيه، ويتم استخلاص بعضها وتستخدم في عدة استخدامات؛ مثل القضاء على حشرات الرأس.
ويحتوي اليانسون على نسبة معقولة من هرمون الإستروجين الأنثوي.
وقد استخدم شراب اليانسون الدافئ في فترة من الفترات وعلى نطاق واسع؛ لمكافحة إنفلونزا الخنازير.
فوائد اليانسون للأم المرضعة والرضيع
يوصف مغلي بذور اليانسون كمهدئ للأعصاب ومسكن للمغص والسعال للكبار والصغار، ويفيد الأمهات في فترة النفاس، وكذلك يقلل من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
واليانسون يعرف بأنه منشط للهضم ومدر للبول، فيخلص الجسم من السموم.
كما أنه مفيد في مرحلة الولادة؛ حيث يسهل خروج الجنين، وهو من أهم مدرات حليب الأم.
ويستخدم كمسكن لمغص الأطفال الرضع، ولكن بعد عمر ستة أشهر، حيث يسهم في تخليصهم من المغص الذي يصيبهم بسبب الانتفاخات وتراكم الغازات.
وحين يخلط مع الشومر أو الشمر، فهو يكون مغذياً ومفيداً، إضافة لفوائده الصحية، ويسهم الشمر في زيادة وزن الأطفال الرضع الذين يولدون بوزن ناقص.
ويعمل الشومر مع اليانسون في زيادة إدرار حليب الأم المرضعة.
وفي حال إصابة الأطفال بالسعال المصحوب بالبلغم، يتم إضافة مسحوق ملعقة من البذور الجافة إلى كوب ماء مغلي، ويترك لمدة ربع ساعة، ثم يقدم للطفل بعد تحليته بالعسل مرة في الصباح ومرة في المساء.
ويفيد مغلي اليانسون بعد تبريده في تنظيف عين الرضيع المصابة بأي أعراض بسيطة.
وفي حال خلط اليانسون، بعد سحق البذور مع الحلويات مثل البسكويت والكعك، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من الحديد، فيفيد في محاربة الأنيميا التي تصيب الأم المرضع، وكذلك تعزيز نسبة الحديد لدى الرضيع بعد بلوغه الشهر السادس، وحيث تبدأ حاجته للحديد من مصدر خارجي.
هجمة الحليب بعد الولادة
محاذير الإفراط في تقديم مغلي اليانسون للأم ورضيعها
يفضل عدم الإكثار من تناول مشروب اليانسون، حيث إن الإكثار منه يسبب بعض أعراض التقيؤ والغثيان، والتي تكون مزعجة للأم وتصيب الرضيع أيضاً.
والإكثار منه لا يكافح الإمساك، بل قد يزيد من حالات الإسهال.
كما أن الإكثار منه يسبب التهيج والانفعال في حال شربه بكميات كبيرة خلال اليوم الواحد.