نجحت المقاومة الفلسطينية بمفاجأة العدو ومباغتته، من خلال مبادرتها النوعية التي أطلقت فيها آلاف الصواريخ على الغلاف، واستغلال هذه الكثافة الصاروخية لدخول قوات النخبة القتالية.
نجاح قوات النخبة في الوصول لمدن الغلاف والسيطرة على التجمعات السكنية يؤكد على نجاعة التخطيط وبراعة التطبيق والتميز في إخفاء أي دلائل عن أجهزة استخبارات العدو الذي كان يغط في سبات عميق في عطلة السبت.
اصدار القائد أبو خالد الضيف حفظه الله رسالة لشعبنا وللأمة مع انطلاق العملية وإعلانه عن العملية العسكرية طوفان الأقصى يؤكد على امتلاك المقاومة زمام المبادرة، وبأنها تطبق خطتها المعدة بكفاءة وفعالية عالية.
لقد سقطت دفاعات العدو حول غزة وانهار جيشه وجدره التي تفاخر بتشيدها لمحاصرة غزة، وسقطت نظرية الأمن برمتها، عندما داستها أقدام المجاهدين وعجلات عربات الدفع الرباعي التي تمتلكها المقاومة؛ وهذا تطور غير مسبوق في تاريخ الصراع.
الأسرى والقدس والمسجد الأقصى عنوان هذه المعركة، التي ما زالت في بداياتها، وإن كانت ملامح تأثيرها بدأت تظهر وستتوالى تباعاً، لأن الإقدام والمبادرة هي من تصنع التاريخ وتجلب الانتصار.
المطلوب باعتقادي استثمار هذه اللحظة التاريخية والفرصة الاستثنائية في تاريخ الصراع، لتعميق أثر هذه المعركة وزيادة استنزاف الاحتلال، وتوسيع رقعة المواجهة معه في كل الساحات.
آن الأوان لتحرك الشباب الثائر في كل ساحات الوطن، وليعلنها ثورة على العدو في الضفة والقدس والداخل المحتل، الرسالة أيضا لجماهير شعبنا في دول الطوق، توجهوا للحدود وادعموا الثوار في غزة، وكذا أهلنا وأنصار المقاومة في كل العالم اخرجوا للساحات انتصارا للأسرى والمسرى والمقاومة.
إن الزنازين ليست قدر أسرانا، وإن للقدس والمسجد الأقصى رجال لا يرضون الضيم والمهانة، أشرعوا سيوفهم بعدما تجاوز عدوان الاحتلال واجرامه كل الحدود، فما عاد يصلح لمواجهته الا النار والبارود، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون