أكد محلل عسكري إسرائيلي أن "لا أحد في إسرائيل يعرف متى ستنتهي الحرب في غزة"، مضيفا أنه "إذا كانت إسرائيل تواجه بالفعل حرباً ستستمر لأشهر عديدة، فلا بد من الاعتراف بأن هذا تحدٍ لم نعتد عليه".
وقال شلومو بيوتركوفسكي في مقال في موقع /صحيفة ميكور ريشون/ العبري: إنه "لم يذهب أحد من بين مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم بموجب الأمر (8) في السابع من تشرين أول/ أكتوبر والأيام التالية، ليسألهم عن المدة التي يقدرون فيها تجنيدهم. ولم يعرف أحد إلى متى يتوقع مواطنو إسرائيل أن تستمر هذه المعركة التي بدأتها "حماس". ومع ذلك، فمن المرجح أن الإجابات على هذه الأسئلة كانت ستتضح في فترة زمنية أقصر بكثير مما هو واضح اليوم".
وأضاف في "حرب لبنان الثانية، وهي حرب أخرى دخلت فيها دولة إسرائيل على حين غرة، دون تحضير مسبق. وحتى ذلك الحين، قبل 18 عاما، تم استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط بأمر، وتركوا منازلهم، وخرجوا إلى المعركة".
وأشار إلى أن "حرب لبنان الثانية استمرت نحو شهر ويومين. وخدم جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم للمشاركة فيها فترات تتراوح بين أقل قليلا من شهر إلى ما يزيد قليلا عن شهر ونصف".
ولفت إلى أن "معظم حروب إسرائيل منذ حرب عام 1948 لم تدم طويلاً، وفقط بعد حرب يوم الغفران (أكتوبر) بقي معظم جنود الاحتياط مجندين لعدة أشهر، خوفًا من تجدد القتال، حتى سبعة أشهر".
أما "الحرب الحالية (الاسم الذي سيذكرها التاريخ لا نعرفه بعد)، بدأت تحطم الأرقام القياسية. حيث تستمر الحرب منذ ما يقرب من خمسة أسابيع، ولا توجد علامة على نهاية وشيكة في الأفق".
واوضح أنه "بين العسكريين الإسرائيليين في الرتب الميدانية، تتباين التقديرات الآن بين المتساهلين الذين يتحدثون عن شهر آخر على الأقل، وبين الصارمين الذين يقدرون أن أشهراً كثيرة ستمر قبل انتهاء الحرب".
ووفقا له، "هؤلاء أيضًا لا يعرفون شيئًا ويتحدثون بشكل أساسي من خلال مشاعرهم الغريزية. لكن في الإيجازات التي تخرج بتوجيه من قادة البلاد، يدور الحديث عن حملة طويلة، لكن لا أحد يشرح، لا للجنود في الجبهة ولا للمدنيين في المؤخرة، ما المقصود بهذه الكلمات. والنتيجة هي الإرهاق. كما هو معروف، فإن الزنبرك الذي يبقى لفترة طويلة في حالة نشطة يفقد تدريجيا الطاقة الكامنة المخزنة فيه. فإذا كانت إسرائيل تواجه بالفعل حرباً ستستمر لأشهر عديدة، فعليها أن تدرك أن هذا نوع جديد من التحدي لم نعتد عليه".
وأشار إلى أنه على "مر التاريخ، كان هناك عدد غير قليل من الدول التي واجهت حملة طويلة ومطولة، ولم تكن نهايتها مرئية بوضوح في الأفق. ومن أهم ما يميز بين تلك الدول التي واجهت هذه التحديات بشجاعة ونجحت وتلك التي فشلت وخسرت، هو قدرة القيادة على الارتقاء إلى مستوى اللحظة وحمل الأمة بأكملها معها".
وتساءل بيوتركوفسكي قائلا: "فهل قيادتنا قادرة في هذه اللحظة على الارتقاء إلى حجم الساعة وانتشال الشعب"، وأجاب "حتى الآن لا يبدو الأمر على هذا النحو. كما أن أحداث العام الماضي تجعل من الصعب إظهار مثل هذه القيادة".