11.65°القدس
11.65°رام الله
9.97°الخليل
17.78°غزة
11.65° القدس
رام الله11.65°
الخليل9.97°
غزة17.78°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

الإعلام العسكري للقسام خلال "طوفان الأقصى".. أداء "احترافي ومنسق"

1812237972.jpg
1812237972.jpg

رائد أبو جراد/ كاتب من غزة
 
▪منذ اللحظات الأولى لبدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من شهر أكتوبر الماضي، أدارت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" المشهد الإعلامي بشكل احترافي ومُنسق بما سجل مكسباً إضافياً ونوعياً ضمن الحرب الإعلامية في نقل رواية المقاومة.
 
▪حتى أن الاحتلال ركّز بشكل كبير على الصور والمشاهد التي نشرتها القسام، طيلة أيام المعركة، فكان لأداء إعلام القسام دور كبير وبارز في إجبار حكومة نتنياهو على نشر الحقائق والمعلومات كاملة لما فيها من توثيق لاقتحام وأسر وقتل للجنود في بداية المعركة، أو تلك التي نشرتها الكتائب خلال أيام المعركة من توثيق للرشقات الصاروخية التي كانت تدكُ بها مستوطنات غلاف غزة أو المدن الكبرى، بالإضافة لنشر مشاهد قوية من التحام مقاتلي القسام مع قوات الاحتلال خلال المعركة البرية وخوضهم اشتباكات عنيفة وضارية.
 
▪اعتمد الإعلام العسكري للقسام خلال معركة "طوفان الأقصى" على ثلاثة مسارات رئيسية تمثلت في إصدار تصريحات صوتية مُسجلة للناطق العسكري للكتائب "أبو عبيدة" لوضع الجمهور الفلسطيني ووسائل الإعلام في آخر التطورات وإرسال رسائل لكل الأطراف المعنية.
 
▪كما كان للبيانات والبلاغات العسكرية المتتالية التي أصدرتها القسام أثراً وقوة في استعراض واقع المعركة والتحدث بصورة مباشرة عن مجرى العمليات، إلى جانب بث صور وفيديوهات ومشاهد حية لتصفية وأسر ضباط وجنود الاحتلال والسيطرة على المواقع العسكرية والأماكن الحساسة خلال اقتحام مستوطنات غلاف غزة في أول أيام المعركة، أو تلك المشاهد التي وثقت المعارك الضارية خلال الاجتياح البري الذي نفذه الاحتلال لعدد من المحاور على حدود وتخوم غزة.
 
▪شكّل الإعلام العسكري للقسام عامل حاسم منذ بدء المعركة وعمل على رفع معنويات الجبهة الداخلية الفلسطينية، في المقابل ساهم بشكل كبير في إرباك الجبهة الداخلية الإسرائيلية وشن حرب نفسية ضده، وكان هذا نابعاً من القدرة الكاملة للقسام على الإدارة والتوجيه والسيطرة على المشهد الإعلامي في مواجهة الرواية الإسرائيلية المرتبكة والمشوهة.
 
▪كما أظهرت الرسائل الإعلامية للقسام مشهدين أساسيين أولها صور قوات النخبة التي اجتاحت الغلاف في بداية المعركة وثانيها مشاهد التحام مقاتليها بقوات الاحتلال وتكبديهم خسائر فادحة خلال المعركة البرية، وأربكت الحسابات بالصور والفيديو المنتشرة وتناقلها عبر مواقع التواصل الإسرائيلي، بما كان له أثر كبير في المواقف السياسية للاحتلال.

▪هذه الرسائل والمشاهد، دفعت المحلل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية لوصف ما حدث يوم السابع من أكتوبر من اجتياح القسام لغلاف غزة وبث رسائل إعلامية حية ومباشرة لعملياتها بقوله "إن يوم السبت في ٧ تشرين أول هو يوم "نكبتنا".

▪كما أظهرت المشاهد التي بثها كتائب القسام خلال المعركة البرية تدمير مقاتليها أفضل ثلاث آليات يمتلكها العدو ويتفاخر بها وهي "الميركافاه، مدرعة النمر، الجرافة" وتدميرها من مسافة صفر، كما أثبتت تلك الصور القدرة الهائلة للمقاتلين ومدى تأثير هذه الضربات على ضباط وجنود الاحتلال، وما قام به مقاتلو القسام هو "أمر خارق للعادة لم نعهده من قبل"، وخير دليل على ذلك صورة المقاتل الذي قام بوضع عبوة ناسفة على دبابة صهيونية خلال اجتياحها شمال غرب غزة.

▪كما أن الفيديوهات المتتالية الصادرة عن إعلام القسام تؤكد أن سياسة التدمير والأرض المحروقة لم ولن تُؤثر على عزيمة رجال القسام، بل تزيدها قوةً وإصراراً، فلا خيار أمامهم إلا القتال للرمق الأخير.

▪وخير دليل على ذلك تلك المشاهد التي توثق المعارك الضارية بين مقاتلي القسام وجنود الاحتلال في بيت لاهيا التي دمرتها الطائرات الحربية، ورغم ذلك يخرج الأبطال لهم من تحت الأرض ومن فوقها كالأشباح يدمرون دباباتهم وآلياتهم ويقتلون جنودهم ويصورون العمليات.

▪فبطولات القسام في ميدان المعركة أكبر من أن تُحصى أو تُوثق، ويحدث أضعافها دون تصوير في الشاطئ وتل الهوا والشيخ رضوان وبيت حانون وغيرهم .
 
▪إذن فإن أداء القسام منذ بدء المعركة ودقة ضرباته واختيار توقيتاته وطلاقة متحدثه العسكري والمشاهد النوعية القوية التي بثها، جميعها حقّقت نصراً إعلامياً بالتوازي مع الإنجاز العسكري الكبير، بما يُؤكد أن المعركة كانت مُخططة ومدروسة ومُنسقة باحترافية عالية، ويُعبر عن رؤية المقاومة لاحتمالية امتداد أمدها.

المصدر: فلسطين الآن