أشارت تقارير إلى استضافة مدينة الدوحة، أمس الثلاثاء، قمة قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) والإسرائيلية والمصرية، إضافة إلى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهي الدول المعنية بأزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وملف الرهائن والأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
كما تحدثت التقارير عن مناقشة خطط توسيع عدد الرهائن الذين يتم الإفراج عنهم كي يشملوا الرجال والجنود.
ونجحت الوساطة القطرية المصرية في صفقة الرهائن الأصلية التي بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، واستمرت 4 أيام كما نجحت في تمديدها يومين إضافيين.
وقال مسؤول أميركي لشبكة "إيه بي سي" (ABC) إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، زار قطر يوم الثلاثاء لعقد اجتماعات مع مسؤولين قطريين وكذلك نظيريه الإسرائيلي والمصري. وأفاد المصدر بأن المحادثات تشمل مناقشات حول الرهائن، وقضايا أخرى.
اجتماع مثير للاهتمام
في غضون ذلك، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، إن قواته "مستعدة لاستئناف القتال اليوم إذا لزم الأمر، وإنها تستخدم فترة التوقف للتعلم وتعزيز الاستعداد من أجل تفكيك حماس".
وأشارت إسرائيل إلى أنها قد توسع حملتها البرية إلى جنوب غزة، إذ طلبت من سكان الشمال النزوح إليها خلال الأسابيع الماضية، لكنها تزعم أن بعض قادة حماس لجؤوا إليها أيضا.
وفي حديث للجزيرة نت، قال جوناثان أكوف، الأستاذ بقسم دراسات الاستخبارات والأمن القومي بجامعة كارولينا، إن "قضية غزة شديدة التعقيد، والاجتماع بين رؤساء الاستخبارات مثير للاهتمام والاستغراب".
وأضاف أن هذا الاجتماع يبدو نوعا من الاعتراف بأن القنوات الدبلوماسية التقليدية لا يمكن أن تعمل بفعالية. وهي تستعين بمصادر مجتمع الاستخبارات الأميركي. "ومن الواضح أن المهمة الأساسية لوكالة الاستخبارات المركزية ليست الدبلوماسية".
من ناحية أخرى، يرى تشارلز دان، المسؤول السابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، أن احتمال التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يبدو بعيدا.
ضغوط سياسية
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أهداف حكومته الحربية، والتي تشمل استئناف العمل العسكري "لاجتثاث حماس". ومع ذلك، كلما طال أمد وقف إطلاق النار، أو الهدنة، أو التوقف، كان من المرجح إيجاد صيغة لجعله يدوم لفترة أطول.
بالإضافة إلى ذلك، كلما طال أمد الهدن، تعاظمت الضغوط السياسية على تل أبيب والولايات المتحدة لتجنب تجدد العمل العسكري، وهي حقيقة لم تغب عن قادة إسرائيل.
وفي تصريح للجزيرة نت، اعتبر دان أن "سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تطورت استجابة للخسائر الإنسانية المتزايدة وكذلك الأضرار الداخلية. في حين لم يبعد بايدن نفسه كثيرا عن موقفه المؤيد بشدة لإسرائيل، وبدأت إدارته بوضع حدود، بما فيها (اللاءات الخمس) للبيت الأبيض وتلميحات وزير خارجيته أنتوني بلينكن الواسعة حول الدبلوماسية اللازمة بعد انتهاء الحرب".
إعلان
يذكر أن هذه اللاءات جاءت في كلمة لمنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، في منتدى المنامة قبل أيام، إذ قال "على المديين المتوسط والطويل، وحتى في خضم هذه الأزمة، يجب أن نخطط ونستعد الآن وليس غدا، أو عندما يتوقف القتال. لذا فإن لاءاتنا الخمس هي لا تهجير قسري، ولا إعادة احتلال، ولا تقليص في الأراضي، ولا تهديدات لإسرائيل، ولا حصار".
خلاف أميركي إسرائيلي
بدوره، عبر نيد لازاروس، وهو محاضر متخصص في الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن الأميركية، عن تشاؤمه، وقال إن "اجتماع رؤساء الموساد و"سي آي إيه" ورئيس الاستخبارات المصرية مع رئيس الوزراء القطري، لن يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وقال لازاروس "الطريقة الوحيدة التي يمكن أن أرى بها احتمال حدوث ذلك هي إذا وافقت حركة حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين يزيد عددهم على 150 رهينة مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد، وأعتقد أنه من غير المرجح أن تفعل حماس ذلك".
وتابع "إذا استمرت الحركة في احتجاز الرهائن الإسرائيليين، فمن المؤكد أن إسرائيل ستستأنف هجومها العسكري لتعزيز أهدافها المتمثلة في إزالة التهديد بشن مزيد من الهجمات على حماس من خلال إضعاف قدرتها العسكرية، وإزالتها من السلطة في قطاع غزة، والحصول على إطلاق سراح جميع الرهائن"، حسب تقديره.
كما أشار لازاروس، إلى أن هناك تقارير تفيد بأن إدارة بايدن جادلت بقوة مع المسؤولين الإسرائيليين في اجتماعات مغلقة لزيادة المساعدات الإنسانية، وانتقدت ضخامة الخسائر الفلسطينية في العمليات العسكرية، لكن ذلك لم يؤد إلى أي تغيير في السياسة العامة.