دعت روسيا، اليوم الأحد، إلى مراقبة دولية على الأرض في غزة، معتبرة أنّ هجوم حماس لم يحدث من فراغ، ولا يبرر سياسة "العقاب الجماعي" التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ بعثة مراقبة دولية يجب أن تتوجه إلى غزة لمراقبة الوضع الإنساني.
وأضاف أنّ بلاده دانت بقوة ما وصفها بـ"الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن لا يمكنها قبول سياسة "العقاب الجماعي" التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، واستهداف النساء والأطفال والمدنيين في غزة.
ورداً على سؤال عما إذا كانت موسكو تعتبر حماس "حركة إرهابية"، ردّ لافروف، خلال مشاركته عبر "فيديو كونفرانس" في منتدى الدوحة بالعاصمة القطرية، بالقول: "صحيح أنّ حركة حماس نفذت هجوماً إرهابياً في السابع من أكتوبر، لكن هناك فرعاً سياسياً لحركة حماس في الدوحة، ونحن اتصلنا بهم فوراً بعد الهجوم من أجل إطلاق سراح الأشخاص الذين جرى احتجازهم كرهائن، ونجحنا في التوصل إلى صفقة، والإسرائيليون يتفهمون ذلك".
ولفت لافروف إلى أنّ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل لم يحدث من فراغ، ولم يكن ليحصل لو لم يتم تجاهل حقوق الفلسطينيين، مذكّراً بمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة بسبب حصار عمره 17 عاماً، "فضلاً عن الوعود الأميركية الإسرائيلية بعد 75 عاماً من الاحتلال بإقامة دولة فلسطينية دون تحقيقها"، واصفاً ما تقوم به إسرائيل وأميركا ضد الشعب الفلسطيني بـ"ثقافة الإلغاء"، و"هي الثقافة ذاتها التي استخدمتها أميركا وحلفاؤها ضد روسيا من خلال أوكرانيا طيلة السنوات الماضية، ما استدعى قيام روسيا بعملية عسكرية في أوكرانيا"، على حدّ قوله.
تعاون روسيا "الخطير" مع إيران يغضب نتنياهو
إلى ذلك، ذكر بيان إسرائيلي أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد، وأبدى استياءه من "المواقف المناهضة لإسرائيل" التي اتخذها مبعوثون لموسكو إلى الأمم المتحدة.
روسيا كانت أيّدت مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن هدنة في غزة، وهو القرار الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده يوم الجمعة.
وجاء في البيان الإسرائيلي، وفق ما أوردته "رويترز"، أنّ نتنياهو عبّر في حديثه مع بوتين عن "رفضه الشديد" لتعاون روسيا "الخطير" مع إيران.
وقال الكرملين إنّ روسيا مستعدة لتقديم كل المساعدة الممكنة لتخفيف معاناة المدنيين ووقف تصعيد الصراع.
وأضاف في بيان: "أكد (الرئيس) فلاديمير بوتين مجدداً الموقف المبدئي المتمثل في رفض واستنكار الإرهاب بكل أشكاله".
وأردف قائلاً: "وفي الوقت نفسه، من المهم جداً ألا تؤدي مكافحة التهديدات الإرهابية إلى مثل هذه العواقب الوخيمة على السكان المدنيين".