قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي ناحوم برنياع، إن هناك انقساما شهدته النقاشات بين كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن استمرار توريد السلاح لإسرائيل، وكان بارزا النفور من نتنياهو وحكومته.
وأشار في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، إلى أن بايدن اختار أمس أن يقول بصوته ما يقوله رجاله في محادثات مغلقة، فإسرائيل تفقد تأييد الأسرة الدولية، وليس مؤكدا أنه في التصويت التالي في مجلس الأمن ستستخدم أمريكا الفيتو.
وأوضح برنياع: "اختار بايدن أن يهاجم نتنياهو في موضوع مشحون آخر، تركيبة حكومته ظاهرا، يوجد هنا تدخل فظ، مرفوض، في تركيبة حكومة انتخبت في انتخابات ديمقراطية. لكن يمكن أن ننظر إلى هذا القول من زاوية أخرى: الأغلبية في الحكومة منعت هذا الأسبوع طلب جهاز الأمن للبدء بإدخال عمال من الضفة إلى إسرائيل. نتنياهو أيد الطلب وصد، نهج الأغلبية في الحكومة ينسجم مع الرفض الثابت من جانب وزير المالية سموتريتش بأن يحول إلى السلطة الفلسطينية الأموال التي تستحقها قانونيا ومع اليد الحرة التي يعطيها سموتريتش وبن غفير للمشاغبين من بين المستوطنين".
وشدد على أن سلوك حكومة الاحتلال، "يغيظ إلى السماء البيت الأبيض، والجناح التقدمي في الكونغرس ومؤيدي الحزب الشبان في الانتخابات، فهذا الأمر لم يعد موضوعا إسرائيليا داخليا بل هو موضوع داخلي أمريكي".
ورأى أن "الخطوة الأخطر من كل الخطوات الأخرى، من ناحية بايدن، هي رفض نتنياهو البحث في إدراج جهات فلسطينية في إدارة غزة في اليوم التالي، وبعد دقائق من أقوال بايدن، نشر نتنياهو على الملأ رده في شريط مسجل، وجعل الشريط المواجهة مع الرئيس الأمريكي صداما علنيا، صداما سيكون من الصعب جدا إخفاؤه، فقبل يوم من بدء جولة الزيارات هنا لكبار مسؤولي الإدارة، أعلن نتنياهو الحرب".
ورأى برنياع أن التناول السياسي للخطوة، هو أن نتنياهو يحاول أن يستعيد تأييد الجمهور اليميني بعد أن هجره الكثيرون بسبب مصيبة 7 أكتوبر وقصور الحكومة بعدها، وبكلمات أخرى فليس بايدن ما يهمه، ولا غزة أيضا. ما يهمه هو مستقبله السياسي في اليوم التالي. لقد فشل كسيد أمن، فشل كسيد أمريكا؛ لعله ينجح كسيد أبدا لا لفلسطين.
لقد قال هنري كيسنجر ذات مرة إنه ليس لإسرائيل سياسة خارجية، فقط سياسة داخلية تتسرب خارجا. أما نتنياهو فقد حمل هذا القول حتى أقصى مداه.
وأشار برنياع، إلى أنه يمكن قبول رفض نتنياهو وغانتس ولابيد وبايدن، لقبول "حكم حماستان في غزة، وصعوبة إقامة حكم فتحستان أيضا، والخيار الثالث هو حكم بيبيستان في غزة، وهو ما يعني أن جنود الجيش، سيكونون مسؤولين عن أمن 2.5 مليون فلسطيني وموظفو المالبية سيكونون مسؤولين عن رفاههم وطالما لم يفهم نتنياهو نهاية الحرب، فإنه يعرض للخطر ما حققه المقاتلون حتى اليوم، بحياتهم وبأجسادهم".
وقال إن ما "يقلق بايدن وإدارته موضوع آخر، الخليط بين القصف الشديد في أحياء خانيونس والأنباء عن كارثة إنسانية في جنوب القطاع تعرض بايدن متعاونا مع ما يعتبر كجريمة حرب وحين سيصل إلى هنا رئيس مجلس الأمن القومي ساليفان، ووزير الدفاع أوستن ووزير الخارجية بلينكن، سيعرض رئيس الأركان عليهم المعطيات التي تثبت، زعما بأن الجيش الإسرائيلي يعمل كأفضل ما يمكنه على منع قتل المدنيين والمصيبة الإنسانية".
وشدد على أن الحرب في شمال القطاع وجنوبه ضارية، وكل يوم نحمل مقاتلين إلى المقابر العسكرية، والتوافقات مع الأمريكيين كان يفترض بها أن تعطي الجيش الكثير من الوقت، الوقت هو أمن؛ الوقت هو حياة جنود، أما التوافقات فتحولت إلى مواجهة وبايدن الذي راقب من قبل الحرب مع رزنامة في اليد يراقبها الآن مع ساعة ضبط الوقت، أسبوع آخر، أسبوعان آخران، الساعة تدق وفقا للكاتب.