20.37°القدس
19.88°رام الله
17.75°الخليل
21.99°غزة
20.37° القدس
رام الله19.88°
الخليل17.75°
غزة21.99°
الثلاثاء 07 مايو 2024
4.7جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.7
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.74

مقتل الأسرى الثلاثة في غزة يعزز مطالب إسرائيلية بتقييم الحرب على غزة

غزة - فلسطين الآن

تتوالى ردات الفعل في دولة الاحتلال على مقتل الأسرى الثلاثة على يد الجيش الإسرائيلي في منطقة الشجاعية بقطاع غزة، أول أمس الجمعة، والذي أدى لزرع الخوف والشك حيال النهج الإسرائيلي في الحرب وأهدافها، وسط دعوات بمراجعتها، وتخوفات من تكرار السيناريو ذاته.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنيع، اليوم الأحد، أن ما حدث في الشجاعية "لم يكن مجرد مأساة تراجيدية وإنما جريمة"، مستدلاً على كلامه بما كشفه التحقيق العسكري الإسرائيلي من "حدوث انتهاك لتعليمات الجيش".

وقال برنيع: "في الحرب يحدث خلل قد يؤدي لوقوع جرائم"، مضيفاً "لم أكن في الشجاعية يوم الجمعة لكنني كنت في مواقع أخرى، وأعتقد أنه يمكنني التفريق بين الخلل والإهمال الإجرامي، بين الخطأ وبين التخلي.. ما حدث في الشجاعية لم يكن خللاً".

ويأتي كلام برنيع بعد كشف التحقيقات عن قيام المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة برفع راية بيضاء والصراخ "أنقذونا" باللغة العبرية، ورغم ذلك أطلق جيش الاحتلال النار عليهم، معتقداً أنهم من المقاومة الفلسطينية.

من جهتها، اعتبرت النائبة السابقة في الكنيست الإسرائيلي، شيلي يحوموفيتش، أن "التصور الإسرائيلي قد انهار مجدداً"، موضحة أن التصور الإسرائيلي بأن "العملية العسكرية وحدها ستؤدي إلى تحرير المحتجزين" قد انهار، مشيرة إلى أن تفاصيل قتل الأسرى الثلاثة تجعل استيعابها "غاية في الصعوبة".

وأضافت أن مثل هذه الأحداث "كانت مكتوبة بعنوان من نار، ففي كل يوم يمر يموت مزيد من المختطفين جراء الأمراض والإصابات من قبل آسريهم، أو بنيران قواتنا في الجو وعلى الأرض"، وشككت النائبة السابقة بجدوى ما يكرره المسؤولون الإسرائيليون بوجود معلومات استخباراتية، قائلة إن "هذا لم يكن حقيقياً".

وأضافت يحوموفيتش أن "التصور الإسرائيلي بأنه كلما زاد الضغط العسكري فإن حماس ستتوسل من أجل إطلاق سراح مزيد من المحتجزين مقابل هدنة إضافية نجح بشكل جزئي مرة واحدة، ومنذ ذلك الوقت تغيّر الواقع، لكن كابنيت الحرب متمسك بهذا التصور".

من جهته، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن هدفي الحرب (القضاء على حماس وتحرير المحتجزين) يتصادمان مجدداً، وكل يوم يشكل خطراً إضافياً على حياة الأسرى الإسرائيليين.

ووصف مقتل الأسرى الثلاثة بأن "ما كان يجب أن يكون لحظة أمل وإنقاذ تحوّل في غضون ثوان إلى مأساة مخيفة عندما أطلق الجنود النار عليهم عن طريق الخطأ"، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى سلسلة طويلة من الأخطاء، وأن الجنود تصرفوا بتهوّر في الوقت ذاته الذي قاموا فيه بانتهاك تعليمات إطلاق النار.

وأضاف هارئيل أنه "من الصعب الآن رؤية كيف يمكن تحقيق الهدفين معاً، أي من جهة تفكيك حركة حماس وكذلك تحرير جميع المختطفين في صفقة. على الأقل في الوقت الحالي فإن العملية الثانية ستقوي حماس بدل إضعافها".

وتابع الكاتب أنه بالنسبة لعائلات المحتجزين فإن الصورة تتضح أكثر، وهم لا يقبلون ادعاءات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، وكبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الضغط العسكري فقط هو الذي سيفضي إلى صفقة جديدة وتحرير مزيد من المحتجزين.

بالإضافة إلى ذلك "يبدو واضحاً بأن كل يوم إضافي في القطاع قد يحمل خطر الموت لكل واحد وواحدة من المحتجزين"، وهذا "خلق خوفاً كبيراً لدى العائلات ويزيد من مطالبها لتحرير المحتجزين بأي شرط".

وبالمقابل يرى هارئيل أن الضغط الداخلي في إسرائيل يشجع قيادة حركة حماس على الصمود، ويقول إنه "على الرغم من تقدّم قوات الجيش الإسرائيلي فإن حماس لم تنكسر حالياً، والدمج بين معضلة المختطفين والتوقعات الأميركية بأن إسرائيل ستغيّر قريباً طريقة عملياتها في قطاع غزة يدفع حماس كما يبدو لمواصلة الصمود"، وتابع أن "الضغط الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي لا يقود بالضرورة إلى استسلام قريب للحركة".

علامات استفهام على الحرب

من جانبه كتب المعلق، بنيامين دروري، في "يديعوت أحرونوت" أنه "بعد 70 يوماً من الحرب هناك مزيد من علامات الاستفهام حول ماهية هذه الحرب؟ انتظرنا يوم أمس توضيحاً من نتنياهو ولكن لم نحصل عليه، وبدلاً من طرح مبادرة إسرائيلية طرح (نتنياهو) سيطرة إسرائيلية على قطاع غزة".

ويقارن دروري الوضع الحالي بالغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 "لقد كنا في مثل هذا الوضع في حرب لبنان الأولى، حيث سُفكت الكثير من الدماء. هل هذا ما يقترحه نتنياهو؟ هل هو جاد؟ كلما استمرت الحرب فإن الثمن يرتفع أكثر. ثمن سيء يشمل القتل عن طريق الخطأ لثلاثة مختطفين، لينضم هؤلاء إلى 20% من القتلى الذين قُتلوا بنيران صديقة".

وأضاف الكاتب "ليس واضحاً إن كان هدف القضاء على حماس بالقوة وفقط بالقوة يمكن تحقيقه. من أجل حدوث ذلك فإن إسرائيل لا تحتاج إلى أسابيع وإنما إلى أشهر. الثمن الاقتصادي والوطني يرتفع، وفي الخلفية يُسمع طلب وقف إطلاق النار بالأساس في مظاهرات، ومن قبل جهات دولية معادية مثل الأمم المتحدة، كما يحظى ذلك بدعم من قبل قادة في الغرب"، ويشير إلى قرب تغيير أميركا موقفها "الإدارة الأميركية لم تقل لا حتى الآن لإسرائيل، ولكن النغمة بدأت تتغير، وهناك طلب من أجل تخفيف عمليات التفجير، والحد من أعداد المصابين من المدنيين. واضح أن كل يوم يمرّ يزيد من خطر إلحاق الأذى بالمختطفين".

ويرى الكاتب أن ما يجب أن تقترحه إسرائيل على قادة حركة حماس هو نزع السلاح مقابل إعادة البناء، وأن توضح إسرائيل أنها لا تنوي المساس بسكان القطاع، مقترحاً أن "تعلن إسرائيل عن وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة، تكون حماس مطالبة خلالها بإطلاق سراح جميع المحتجزين، والإعلان عن تسليم جميع مخازن القذائف الصاروخية والأسلحة، وبالمقابل يحظى سكان غزة بوقف لإطلاق النار وبعملية إعادة إعمار".

المصدر: فلسطين الآن