12.23°القدس
12°رام الله
11.08°الخليل
17.63°غزة
12.23° القدس
رام الله12°
الخليل11.08°
غزة17.63°
الخميس 28 نوفمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

وفيات بين مرضى الكلى في غزة بسبب توقف العلاج

GettyImages-1228120250.jpg
GettyImages-1228120250.jpg


مع تواصل قتل الغزيين بالقصف والقنص، يمارس الاحتلال الإسرائيلي وسائل إبادة إضافية، من بينها حرمان المرضى والجرحى من العلاج، عبر منع دخول الأدوية، وتهديد المستشفيات، ومنع العلاج في الخارج.

في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني، فقد الفلسطيني عبد الرحمن أبو ضلفة حياته عن عمر 40 سنة، نتيجة مضاعفات ناتجة عن عدم حصوله على الرعاية الطبية اللازمة لمرض الفشل الكلوي، إذ توقفت المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة عن تقديم خدمات الغسيل الكلوي الدورية للمئات من المرضى، بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع، فضلاً عن نقص الإمكانيات الطبية والأدوية.
كان أبو ضلفة ضمن آلاف من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة الذين يعانون من نقص الرعاية الطبية في أنحاء قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، والذين واجهوا أزمات كبيرة في تلقي العلاج مع توقف الكثير من المستشفيات عن العمل، والضغط الهائل على مستشفيات وسط وجنوب قطاع غزة، بعد نزوح مئات الآلاف جنوباً من مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع التي كانت أكثر المناطق ازدحماً بالسكان.
يقول شقيقه محمد أبو ضلفة إن عبد الرحمن لم يكن الفقيد الوحيد في العائلة، إذ توفى والده المسن خليل أبو ضلفة في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد فشلهم في الحصول على العلاج اللازم له أثناء النزوح، موضحاً أن شقيقه كان من بين العشرات الذين قضوا في انتظار الحصول على علاج، وعدد منهم قاموا بتسجيل أسمائهم في وزارة الصحة للسفر إلى الخارج للعلاج، لكن الانتظار طال، وتوفوا قبل أن يحصلوا على موافقة.
يضيف أبو ضلفة: "كان شقيقي يعاني بشدة أثناء العدوان، إذ تم تشخيص مرضه قبل 3 سنوات، وكان يعاني من ضيق في التنفس، بسبب عدم الخضوع لجلسات غسيل الكلى، وكان يشعر بالهزال الشديد يوماً بعد يوم، لأنه يتلقى فقط نحو ثُلث الأدوية اللازمة، وبالتالي تتدهور صحته بسرعة، إلى جانب أن والدي كان يواجه المرض نفسه، وقد توفي أمامه، ثم تفاقمت المعاناة حين فقد منزله الذي دمّره قصف الاحتلال في مدينة غزة".

وأطلق محمد أبو ضلفة حملة جمع تبرعات لإنقاذ شقيقه الذي كان يكافح للبقاء على قيد الحياة، من أجل مستقبل طفليه الصغيرين، أو جمع المال اللازم للسفر عبر معبر رفح لتلقي العلاج اللازم في مصر، لكنه فارق الحياة قبل تحقق ذلك. يقول: "حرمتنا الحرب من أبي وأخي اللذين فقدا حياتهما بسبب عدم توفر العلاج اللازم لحالتهما الصحية التي تدهورت على مدار ثلاثة أشهر، وكانا يعانيان فيها الألم والتعب، بسبب تراكم السموم والسوائل داخل الجسم، فضلاً عن ظروف النزوح القاسية.
يضيف: "عبد الرحمن أب لطفلين هما خليل ومريم، وقد حرمتنا الحرب حتى من تلقي التعازي مع صعوبة تنقل الأفراد، وحتى التعزية عبر الهواتف لم تكن ممكنة بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت. ولا يغادر عقلي قول زوجة أخي التي باتت تحمل مسؤولية تنشئة أطفالها بعد تدمير منزلهم: نحن لا نعيش حياتنا، وإنما فقط نعيش. لقد تكيّفنا مع الحياة الصعبة في غزة، لكننا لا نستطيع القيام بذلك بعد الآن بسبب هذه الحرب التي دمرت دواخلنا أكثر مما دمرتنا من الخارج".
ويوجد قرابة 1500 مريض بالفشل الكلوي في قطاع غزة، كما تشير أرقام وزارة الصحة، كما سجلت أعداد جديدة من المرضى خلال العدوان الإسرائيلي، لكنها لم تضم إلى قاعدة البيانات، حسب النظام الصحي، للحصول على المتابعة العلاجية.

المصدر: فلسطين الآن