الحق يقال إن إسرائيل خسرت الحرب، على حد تعبير حاييم ليفينسون الكاتب والمحلل السياسي في مقاله بصحيفة هآرتس.
وأوضح الكاتب أن العجز عن الاعتراف بهذه الحقيقة "يختزل كل ما يحتاج المرء لمعرفته عن نفسية الإسرائيليين، فرادى وجماعات".
وقال ليفينسون إن الحقيقة جلية وجارحة ويمكن التنبؤ بها حتى يتسنى سبر أغوارها، والتعامل معها، واستيعابها واستخلاص العبر منها للمستقبل.
وأضاف أن "الاعتراف بأننا خسرنا (الحرب) ليس أمرا مسليا.. لكننا قد لا نكون قادرين على العودة بأمان إلى الحدود الشمالية لإسرائيل".
وزاد أنه بعد مرور نصف عام على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، كان من الممكن أن يكون الإسرائيليون في وضع مختلف تماما، لولا أنهم أصبحوا أسرى "لأسوأ قيادة في تاريخ البلاد" وبزعامة منافس حقيقي للقب "أسوأ قيادة" في أي مكان على الإطلاق.
وانتقد ليفينسون نزوع الإسرائيليين إلى التفاؤل غير المبرر في أن الغد سيكون على ما يرام وأن عملهم سيتكلل في نهاية المطاف بنجاح كبير.
واعتبر ذلك "جوهر فشل الفكر الإنساني" والذي ينعكس في الاعتقاد بأن "المسار الذي نمضي فيه جيد… وبقليل من الجهد سيعود الأسرى إلى الديار، وسوف تستسلم حركة حماس، ويُقتل قائدها يحيى السنوار، لأننا نحن الأخيار، وسوف ينتصر الخير".
وأردف بأن هذه هي نفس العقلية التي تعتقد أن "النظام الإيراني سينهار قريبا"، مضيفا أن على الإسرائيليين أن "يقولوا الحقيقة حتى لو كانت مزعجة ومؤذية، وحتى لو استهجنها البعض وأضعفت المعنويات".
ودعا الكاتب إلى التصدي لآلات الدعاية التابعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا: "ألم يكن حينها سيعتبر مجنونا وانهزاميا ومنقطعا عن الواقع كلُّ من كانت ستسول له نفسه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن يقول إن رئيس الاستخبارات العسكرية كان غير كفء، وإن الاستخبارات العسكرية كانت قادرة على التخطيط لعمليات ناجحة لكنها عاجزة عن إطلاق تحذير من حرب مقبلة، وإن جهاز المخابرات الداخلية (شين بيت) كان يغط في سبات عميق؟!".
وأضاف أن بعض السياسيين كانوا سيطالبون باتهام مثل هذا الشخص بنشر أخبار كاذبة، "رغم ما كان هناك من مؤشرات على أن المؤسسة العسكرية في حالة سيئة"، على حد تعبيره.
ومضى إلى أنه ما من وزير في الحكومة قادر على استعادة إحساس الإسرائيليين بالأمان الشخصي، ذلك أن "أي تهديد من جانب إيران سيجعل فرائصنا ترتعد. وتلقت مكانتنا الدولية ضربة قوية، وانكشف ضعف قيادتنا للخارج".
وتابع "لقد نجحنا طيلة سنوات في خداع أنفسنا حتى ظننا أننا دولة قوية، وشعب حكيم وجيش قوي…".
ووفقا للمقال، فإن اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لا يعدو أن يكون أحدث خدعة ترددها الأبواق الإعلامية "حتى بتنا نعتقد أن النصر لا يبعد سوى لحظات".
وخلص إلى أن الواقع يقول إن أهداف الحرب لن تتحقق، وإن حركة حماس لن تُجتث من على وجه الأرض، وإن الأسرى لن يعودوا بعملية عسكرية، وإن الأمن لن يُستعاد.