كنت في زيارة لصديقي "أبو يزن" لأبارك له خطوبة ابنه، دخلت غرفة الضيوف بعد أن سلَّمت وجلست، أول ما لفظ به أبو يزن قبل أن يوصى الحجة على شاي الضيافة "معاذ خمسة وراجع، كلمة المرور للإنترنت كذا وكذا واسم الشبكة كذا".... أصبح النت أحد وسائل الإدمان في حياتنا، مثله مثل المخدرات والكحول، بل أشد خطراً، تبان خطورته عند انقطاع التيار الكهربائي في بيوت المدمنين، فتراهم يتخبطون، لا يحسنون التصرف، ويتكلمون بكلمات مختلطة بين لغة الكمبيوتر واللغة العامية، مثل “like,share، un like” ولشدة ارتباط التكنولوجيا في حياتنا، وهَوَسِنَا بها، فقد أصبح الضيف يطلب كلمة المرور في البيت قبل شُرْبَةَ الماء، حتى أن الاستراحات والمقاهي التي تخلو من الانترنت تخف عليها الأرجل.... كما أن الانترنت "Wi-Fi" عبر الجوال يعتبر الملاذ الوحيد للهروب من اللقاءات والاجتماعات، والمحاضرات، والدورات العقيمة المملة التي تخنق النفس، وتأثيرها أقوى من غاز الخردل... وأصبح الانترنت عبر الجوال هو "الضُّرَّة" الثانية في البيت للزوجة، فهي تكرهه "كُرْه العمى" لأنه ينازعها في اهتمام زوجها بها، ويعتبره الزوج جهاز الرذار والشك الدائم، لأنه مراقب على مدار الساعة من قبل الزوجة... لقد عكَّرت التكنولوجيا صفو الحياة البسيطة الهادئة، وفتت الكثير من علاقاتنا الاجتماعية، لذلك هي مهمة ولكن بشرط أن لا تزيد عن حدها. [title]-طيب وأنا مالي دع الخلق للخالق-[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.