اقتحمت شرطة نيويورك، مساء الثلاثاء، حرم جامعة كولومبيا ووصلت إلى مبنى يتحصّن فيه طلبة مؤيّدون لفلسطين، بدأوا اعتصاماً داخل الجامعة احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وبحسب وسائل إعلام أميركية، فقد تمركز عدد كبير من عناصر الشرطة حول مبنى "هاملتون هول" الواقع داخل حرم جامعة كولومبيا في وسط مدينة نيويورك، فيما أظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قمع الشرطة للمتظاهرين واعتقال عدد منهم، قبل أن تقترب شاحنة من المبنى ويتسلّق عناصر الشرطة سلّماً لدخول المبنى عبر إحدى نوافذه.
وأكدت مصادر في الشرطة، في حديثها مع وسائل إعلام أميركية، أنه تم اعتقال نحو 50 شخصاً خلال اقتحام الجامعة. من جهتها، طلبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 مايو/ أيار، في خطوة قالت إنها تهدف إلى ضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتصامات، بحسب ما نقلت عنها وكالة فرانس برس.
وكان عشرات الطلاب المناصرين لفلسطين قد دخلوا مبنى "هاميلتون هول" التاريخي حيث يقع المقر الإداري لجامعة كولومبيا، في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء، وأغلقوا المداخل ورفعوا علماً فلسطينياً من نافذتها، في أحدث تصعيد للتظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي انتشرت إلى جامعات أخرى بأنحاء البلاد.
وتزامن التصعيد الطلابي مع فشل المفاوضات بين الطلاب المتظاهرين وإدارة الجامعة في التوصل إلى نتيجة بشأن الاحتجاجات المناصرة لفلسطين، إذ فرضت إدارة الجامعة "عقوبات تأديبية وإقصاء عن الدراسة" على الطلاب الرافضين لإخلاء المخيم الذي أقيم داخل الحرم الجامعي بهدف التضامن مع قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية، وعلى إثر ذلك، دخلت مجموعة من الطلاب مبنى "هاميلتون هول" التاريخي.
وقبيل إعلان فشل المفاوضات، وصفت المقررة الأممية الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور اعتزام جامعة كولومبيا فصل طلابها ممن شاركوا في مظاهرات مناصرة لفلسطين ما لم يفضوا اعتصامهم بأنها "مثيرة للقلق"، مؤكدة في منشور على حسابها بمنصة إكس، الاثنين، أن هذا النوع من "العقاب يُعَدّ انتهاكاً واسعاً لحق الطلاب في التظاهر السلمي".
وفي 18 إبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد التظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.