لم تتوقف آلة الدعاية الإسرائيلية عن حملات التحريض المستمرة ضد المقاومة الفلسطينية، طيلة حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في محاولة لإنهاء الحالة الثورية وكسر إرادة الفلسطينيين ودفعهم للاستسلام أمام الجرائم البشعة التي تطال المدنيين.
ومع كل وسيلة تحريضية، يفشل الاحتلال فشلا ذريعا أمام تمسك الفلسطينيين بأرضهم، ومساندتهم للمقاومين في دفاعهم عن وطنهم، وتصديهم لجرائم الاحتلال ومجازره المتصاعدة ضد البشر والحجر.
ولجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، إلى أساليب جديدة لتحريض الفلسطينيين على المقاومة، وتعتمد هذه الأساليب على حاجة المواطنين ومعاناتهم في ظل الحصار المشدد المفروض، تزامنا مع الحرب المدمرة في قطاع غزة منذ 310 أيام.
وألقت طائرات الاحتلال المسيرة "الكواد كابتر" منشورات ورقية تحريضية، فوق خيام النازحين بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، مكتوب عليها: "بدكم دخان ولا قيادات"، ومرفق مع كل منشور كيس صغير يحتوي على سيجارتين من نوع "رويال".
كما تضمنت منشورات الاحتلال التحريضية الجديدة صورة تستهزئ برئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، ومكتوب عليها: "التدخين خطير! ولكن حماس أخطر!".
قامت طائرات العدو بإلقاء منشورات على المدنيين تحتوي على سجائر وعبارات تحريضية pic.twitter.com/FyguS0gEov
— Salem (@Salem_ITar) August 11, 2024
وذهب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى هذا النوع من المنشورات، بعد فشل منشورات سابقة عبارة عن مجلة باسم "الوقائع"، تتضمن معلومات تحريضية على قادة حماس والمقاومين، وتدعوهم للتعاون مع الاحتلال من أجل التخلص من حكم حركة حماس في قطاع غزة.
ما وسائل التحريض الخشنة؟
ولا تقتصر حملات التحريض الإسرائيلية على هذه المنشورات، إنما تعتمد في بعض الأحيان على الوسائل الخشنة، مثل التجويع المفروض في شمال غزة، إضافة إلى عمليات النزوح المتكررة التي تستهدف الفلسطينيين، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار، لدفعهم للتذمر من الوضع الحالي والتمرد على السلطة الحاكمة.
وتتواصل التحذيرات من كارثة إنسانية تلقي بظلالها على مدينة غزة وشمال القطاع، بسبب تفاقم وانتشار الأوبئة والمجاعة، ومعاناة الأطفال من سوء التغذية، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم.
وفي 7 يونيو/حزيران الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن 9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وإن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع.
وأفادت في تقرير، بأن "الوضع في غزة يظهر أن الأسر غير قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال".