قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الجمعة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتطرق لمحور فيلادلفيا أبدا، قبل تقديمه مقترح لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في 27 تموز/يوليو، الذي شمل الشرط ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي في إطار اتفاق، وذلك بعد أن عبرت حركة حماس عن موافقتها على مقترح نتنياهو من 27 أيار/مايو، الذي استعرضه الرئيس الأميركي جو بايدن، ولم يشمل شرط نتنياهو بشأن فيلادلفيا، وإنما انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ووقف الحرب.
ولفت تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، إلى أن هناك من دقق في آلاف التغريدات التي نشرها نتنياهو خلال السنوات الماضية، وتبين أنه لم يذكر فيها محور فيلادلفيا ولو مرة واحدة، حتى تصريحه لوسائل الإعلام، بداية الأسبوع الحالي.
وأضاف التقرير أن نتنياهو "عارض الدخول إلى محور فيلادلفيا في بداية الحرب، رغم أن كثيرين طالبوه بذلك، وعارض ذلك خلال الحرب، عندما طرح ذلك الثنائي غانتس وآيزنكوت، كما أنه لم يرَ بالبقاء في المحور ضرورة وجودية حتى الآونة الأخيرة، وإلا لما التزم بالانسحاب منه في إطار توافقات إسرائيل على الصفقة، وعلى عكس أقوال نتنياهو، فإنه منح موافقة كهذه".
واعتبر ليمور أن تغيير نتنياهو لرأيه هو أمر شرعي، لكن "المشكلة لديه هي أنه ليس قادرا على الاعتراف بأنه أخطأ، ولذلك هو يسوّق فيلادلفيا كأنه اعتقد دائما أن المحور هو مشكلة دولة إسرائيل. وهو لم يعتقد ذلك، ولا أحد من الذين عملوا إلى جانبه يذكر أي مداولات، في الـ15 سنة الأخيرة، قال فيها نتنياهو إنه طالب بأمر غير مألوف يتعلق بفيلادلفيا".
وأردف أن هذا الوضع كان بالرغم من أن "كافة المواد الاستخباراتية كانت مكشوفة أمام نتنياهو، وبضمن ذلك كل ما علمت به إسرائيل حول تقل أسلحة إلى القطاع من (أنفاق) تحت المحور، ومن فوقه بالأساس. لأنه على عكس ما يقول نتنياهو، معظم التهريب لم تنفذ في الأنفاق وإنما من معبر رفح ".
وحسب التقرير، فإن "الخارطة الأصلية التي رسمها الجيش الإسرائيلي شملت سيطرة على المعبر وليس على المحور كله، لإنه بالإمكان استئناف التهريب في المعبر بعد أن يغادره الجيش الإسرائيلي، لكن الأنفاق التي هُدمت تحتاج إلى أشهر كثيرة من أجل إعادة استخدمها من جديد".
وتابع التقرير أن "نتنياهو أوعز للجيش الإسرائيلي بتغيير الخارطة، وأن يشمل فيها تواجدا عسكريا على طول المحور، حتى البحر. وعندما استعرض الخارطة أمام الكابينيت ليلة الخميس – الجمعة من الأسبوع الماضي، حاول التلميح إلى أن هذا تم بموجب توصية مهنية من الجيش، إلى حين قال وزير الجيش يوآف غالانت، إن هذه خرائط فُرضت على الجيش، وخلافا لرأيه".
ويدرك نتنياهو أن السيطرة على محور فيلادلفيا تردي إلى "حصار إسرائيلي كامل على قطاع غزة، أي أنه يلزمها بالسيطرة أيضا على القضايا المدنية في القطاع – ماء، كهرباء، صرف صحي، صحة، تعليم، رفاه وغيرها – وهذا سيكلف عشرات مليارات الشواكل سنويا، ويلزم بإقامة جهاز عملاق لحكم عسكري، ويزهق حياة عشرات الجنود سنويا على الأقل، ويورط إسرائيل في حرب أبدية في أي جبهة محتملة ويقود إلى طوفان من المقاطعة كمن تحتل منطقة، مثلما يحدث لروسيا".