18.33°القدس
17.95°رام الله
17.75°الخليل
23.28°غزة
18.33° القدس
رام الله17.95°
الخليل17.75°
غزة23.28°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: القوة لا تضمن بقاء الدولة

قد تصنع القوة دولة، ولكن القوة لا تضمن بقاء الدولة، وما لا يمكن تحقيقه بالقوة لا يمكن تحقيقه بمزيد من القوة كما يذهب إلى ذلك بعض من أغراهم الضعف العربي لقول ما يقولون، ومن هؤلاء يعقوب عميدور مستشار نتنياهو للأمن القومي، حيث رفض عميدور مقترح وضع قوات دولية بدلًا من جيش الاحتلال في الضفة الغربية، لأن قوة (اليونيفيل) الموجودة في لبنان لم تمنع تهريب السلاح لحزب الله، قائلًا إن القوات الدولية تتفكك عند أول تحدٍ. وأضاف: يجب أن نحافظ على الامن في الضفة من خلال التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة، ومن خلال الجيش فقط. وقال هنا: إن مصير الاتفاقات التي يوقع عليها في الشرق الأوسط أن تصبح ورقة عديمة الفائدة إذا لم يكن بأيدينا سيف حاد. وأن التسوية مع العرب يمكن أن تحققها القوة العسكرية في نهاية المطاف" انتهت أقوال عميدور. ما يقوله عميدور عن مبدأ القوة، وعن (إسرائيل القوية) هو ما يقوله قادة دولة الاحتلال منذ بن غوريون، وحتى بيبي نتنياهو، وقد مارسوا جميعهم هذا المبدأ عمليًا، وحققوا من خلاله انجازات مهمة، فبالقوة تمكنوا من إخراج مصر من المعركة وإجبارها على توقيع كامب ديفيد، ونزع السلاح من سيناء، وبالقوة استطاعوا اخضاع (م.ت.ف) لتوقيع اتفاقية أوسلو، من ثم قسمة الشعب الفلسطيني قسمة عمودية خطيرة، وبالقوة حصلوا على مبادرة السلام والتطبيع العربية، وبالقوة أحكموا قبضتهم على القدس وما حولها. لقد جرب قادة الاحتلال القوة ومارسوها وحققوا بها جلّ ما يريدون، غير أنهم لم يحققوا النصر الحقيقي، ولا الأمن الحقيقي ولا الاستقرار الوجودي للدولة وللأفراد، لهذا فهم يرفضون الانسحاب من الضفة، أو الاعتماد على قوات دولية لحفظ الأمن. إمن ما يعتمد عليه عميدور لاستبقاء الاحتلال والسيطرة لا يقبلان الدوام، ولا يتمتعان بصفة الثبات, فالتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية زائل لا محالة، لأنه مرفوض فلسطينيًا، ولأنه في نظر كثيرين من أبناء الشعب عمالة وخيانة، وسيعود الفلسطيني إلى وطنيته لا محالة. والقوة العسكرية الصهيونية أيضًا زائلة، ولا تتمتع بصفة الثبات والدوام، فدول أكبر وأقوى من دولته زالت، كالدولة الفارسية، والدولة الرومانية، والقوة لا تصنع استقرارا ولا أمنًا، وبالأمس تمكن المتضامنون مع الشعب الفلسطيني من كشف هشاشة دولة الاحتلال وكشف عورتها أمام نفسها وأمام العالم، ومرغت غرور القوة في التراب من خلال السيطرة على الشبكة العنكبوتية، وتدمير مواقع مهمة وحساسة لدولة الاحتلال. القوة لغة الضعيف. والحق لغة القوي، وأحسب أن لغة الحق قادرة على الصمود والتحدي وتحقيق النصر، وهو ما يخيف عميدور وأمثاله ويدفعهم إلى مقاومة الحق بمزيد من القوة.