15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
18.67°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة18.67°
السبت 30 نوفمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: "يا ريتهم كسَّموا" ، قالتها عجوز

ما أن تتصفح المواقع الالكترونية أو تسمع للأصوات التي تسبح بحمد " السلام " ، إلا ويلفت نظرك ، ويسرق سمعك ، كلمة " الضغط " ، التي تسبق ذكر " الرئيس عباس " ، حتى أن الرجل كاد ينفجر ، لولا أنه استمسك بالعروة الوثقى وسلم أمره لله ، عندما هدده أوباما ، ورد عليه " لنا الله " ، كما تنشر تلك المواقع والأبواق. ضغط عن اليمين وعن الشمال ومن كل الجهات ولا نعلم إن كان الرجل أصلا مصاب بالضغط أم لا ، كل ذلك لثنيه عن طلب دولة لشعب مشتت في الداخل و الخارج فيما "الضغط" ينخر في جسده من كل جانب. وكما أن لكل داء دواء ، وجد الشعب علاجا للضغط الذي يرتفع مستواه كلما ازداد مستوى استخفاف من يسمون أنفسهم " بالقيادة " ، فيما هذه القيادة نفسها لم تجد دواءً لداء الضغط سوى " الاستسلام والخنوع ".كما أخبرنا التاريخ وعلمتنا الحياة . فهل يعقل أن الرئيس الذي ذهب دون إجماع فلسطيني ، الضفة في واد وغزة في واد آخر ، مع الأخذ في عين الاعتبار ، خلو " جيبه " من أوراق القوة " التي اختصرها في غصن الزيتون " الذي داسته الدبابات وأحرقه المستوطنون ، هل يعقل أن يعود سليما من داء الضغط الدولي ، دون أن يستسلم لهذا المرض الذي أرهقنا طيلة عقود مضت. عباس هذا صوره " تلفاز ما أريكم إلا ما أرى " ، وكأنه فاتحا لفلسطين ، جاء بالحقوق وذهب بالاحتلال ، إذ تم تعليق عمل الوزارات والجامعات والمدارس ، لاستقبال العائد الصامد ، الذي لوح بشارة النصر ، لآلاف احتشدوا ليخبرهم عن معركة ، خرج منها ببيان عاطفي بامتياز صفق له كثير ممن شهد المشهد. ومن المؤكد أن هؤلاء المحتشدين ، في رام الله ، مروا عبر حواجز الاحتلال المنتشرة في الضفة حتى جعلت منها جزرا متناثرة ، فيما الاستيطان والجدار ، ينتشر كالسرطان في جسد الدولة قبل ولادتها ، ليصلوا إلى مكان التأييد ، فكأنما سألوا أنفسهم " أين الدولة من هذا الاحتلال " وأين الجيش ، وأين , أين..!! أسئلة كثيرة ، سنجد إجابات عليها ؟! بعد عملية تفاوضية ، كالمعتاد تلي الاعتراف بالدولة إن تم ، قد تستمر لأيام أو شهور أو سنوات أو حتى عقود ، المهم تفاوض وتفاوض فقط ، وبالتأكيد ستكون الإجابة " لا جيش لا سلاح لا سيادة " ، لأن صوت القوة يجد له صدى واسعا ، ولا مكان للضعفاء في الشرق الأوسط كما يقول وزير الحرب الصهيوني. عندما عاد عرفات من كامب ديفيد 2000 ، رافضا "التخلي عن حقوق العالم الإسلامي في القدس" كما قال، استقبله الفلسطينيون استقبال الأبطال ، وهو الذي حمل البندقية في يد و غصن الزيتون في الأخرى ، على عكس هذا العباس الذي أسقط البندقية و لم يبقي إلا استعطاف قلوب تحجرت، بل إن من الحجارة ما يتفجر منه الأنهار و تخرج منها الماء. فإذا كان الذي خيرهم بين " الحرب و السلام " ، لم ينل إلا الحصار والقتل ، وهنا خطاب القوة الحق ، فكيف بمن يستجدي السلام ، بالتأكيد لن يحز سوى التصفيق الحار الذي سرعان ما ينتهي بخروجه من أمام من صفقوا له. عباس أراد من وراء ذلك النزول عن شجرة المفاوضات التي علق فوقها ، و أن يبدو كسلفه عرفات ، صامد ، لم يتنازل في آخر عهده السياسي ليخرج وكأنه جاء بشيء يشرف ، وهو الذي لم يأت على ذكر ، الحق الفلسطيني خاصة في القدس واللاجئين والأسرى في السجون ، فقط هي أخر ورقة يلعبها على طاولة الشطرنج الدولية ، إن ربحنا كان بها وإلا فلن نخسر شيئا ، كما نصحه الأقربون. ما يفهم من هذه الزوبعة ، ما هي إلا مناورة سياسية ، للعودة إلى خيار عباس الأوحد ، وهو التفاوض الذي لم يفضى إلى دولة كما كانت مقررة في قرار التقسيم ورفضه الفلسطينيون في حينه ، حتى جعل من عجوز فلسطينية تتباكى على ذلك الزمن لتقول " يا ريتهم كسَّموا ، كان اكسبنا ".