أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، باعتقال الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان الواقع في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، وادعى الجيش أن اعتقال أبو صفية جاء لشغله منصباً في حركة حماس. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أكدت يوم السبت الماضي اعتقال الاحتلال لأبو صفية وعدة أشخاص من طاقم المستشفى الذي قام جنود الاحتلال بحرق جميع أقسام العمليات فيه.
من جهتها قالت قناة i24 الإسرائيلية، اليوم، إن أبو صفية محتجز حالياً في معتقل سدي تيمان سيئ الصيت والذي يتم اعتقال آلاف الغزيين فيه، وأضافت أنه من المتوقع أن يتم إحضاره غداً السبت لجلسة استماع بشأن تمديد اعتقاله. ونقلت شبكة إي.بي.سي الأميركية عن جيش الاحتلال قوله في بيان صدر اليوم أن أبو صفية " يخضع للتحقيق حالياً من قبل قوات الأمن الإسرائيلية"، وادعى الاحتلال في بيانه أن الطبيب الفلسطيني "اعتُقل للاشتباه في تورطه في أنشطة إرهابية وشغله رتبة في منظمة حماس الإرهابية" مضيفاً أن "نشطاء من حماس والجهاد الإسلامي كانوا يختبئون داخل مستشفى كمال عدوان".
وكانت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامار قالت، أمس الخميس، في منشور على منصة إكس إن منظمة العفو الدولية "منزعجة للغاية" من اعتقال أبو صفية وأضافت: "يجب اعتباره الآن ضحية للاختفاء القسري وبالتالي معرضًا لخطر التعذيب وسوء المعاملة"، وطالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بكشف مصيره وقالت إنها "يجب أن تكشف بشكل عاجل" عن مكانه. وسبق لكالامار أن أكدت يوم الثلاثاء الماضي على منصة إكس أن قوات الاحتلال اعتقلت الطبيب حسام أبو صفية أثناء هجومها على مستشفى كمال عدوان يوم السبت الماضي، 27 ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المستشفى يوم الجمعة الماضي، 26 ديسمبر 2024، وعمدت إلى إخراج المرضى والطاقم الطبي منه وحرق عدة مبانٍ في المشفى، وجاء ذلك بعد تدمير مستشفى بيت حانون والمستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة. ونقلت صحيفة هآرتس يوم الاثنين الماضي عن جيش الاحتلال قوله إنه لن يسمح بعودة مستشفى كمال عدوان للعمل، وأضافت الصحيفة أن الاحتلال حقق ميدانياً مع 950 فلسطينياً أجبرهم على مغادرة المستشفى، فيما اعتقل منهم 240 فلسطينياً بينهم جرحى، ولا يُعرف مصيرهم بعد.
وتخضع منطقة شمال قطاع غزة لعملية عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من 80 يوماً حيث تطبق قوات الاحتلال حصاراً محكماً على أكثر من 75 ألف مواطن بالإضافة إلى القصف اليومي والاقتحامات، ومع إخلاء مستشفى كمال عدوان أصبح الوضع الصحي في شمال القطاع شديد الخطورة بعد توقف معظم خدمات المراكز الصحية، واعتبرت منظمة الصحة العالمي يوم السبت الماضي أن "التفكيك المنهجي للنظام الصحي والحصار المستمر منذ أكثر من 80 يوماً على شمال غزة يعرّض حياة 75 ألف فلسطيني ما زالوا في المنطقة للخطر".