16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
17.76°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة17.76°
الثلاثاء 21 يناير 2025
4.4جنيه إسترليني
5.03دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.72يورو
3.57دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.4
دينار أردني5.03
جنيه مصري0.07
يورو3.72
دولار أمريكي3.57

"سيطرة لحماس وفشل سياسي وعسكري لـ"إسرائيل"..

كيف علّق محللون إسرائيليون على مشاهد كتائب القسام في غزة؟

وكالات - فلسطين الآن

علق محللون وكتاب إسرائيليون على ظهور كتائب الشهيد عز الدين القسّام بزيّها العسكري وبكامل عتادها في اليوم الأول من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ظل ترحيب وتجمع شعبي كبير ووسط هتافات تشيد ببسالة المقاومة في معركة "طوفان الأقصى" التي دكّت جنود الاحتلال وكبدتهم خسائر كبيرة.

وأكد المحللون الإسرائيليون أن المشهد يؤكد سيطرة حماس على قطاع غزة، وفشل "إسرائيل" السياسي والعسكري.

وشدد المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، "سيث جيه فرانتزمان"، على أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمكنت من إثبات سيطرتها على قطاع غزة رغم 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي، وذلك بعد بدء سريان اتفاقية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن "حماس خرجت من الأنفاق والأنقاض في غزة لتثبت أنها لم تفقد السيطرة على معظم المنطقة"، بحسب تعبيره.

وأوضح فرانتزمان أن الحركة نجحت في إعادة تنظيم صفوفها، مشيرا إلى ظهور مقاطع فيديو لمقاتليها وهم يجوبون شوارع قطاع غزة على متن شاحنات صغيرة، مع حشود من المدنيين والمسلحين يحتفلون.

وأضاف المقال: "لقد عادت شرطة حماس للظهور، ما يعكس أن الحركة لم تختفِ أبدًا ولم يتم تفكيكها".

وأشار الكاتب إلى أن منظمات دولية ومحلية فضّلت العمل مع شرطة حماس في قطاع غزة، حتى خلال فترة الحرب، بسبب حاجة المناطق إلى حفظ القانون والنظام، معتبرا أن "وسائل الإعلام الفلسطينية وحماس تصور المشهد على أنه نصر للحركة، وتنشر صورا ومقاطع فيديو توثق ذلك".

وبيّن فرانتزمان أن قدرة حماس على النهوض ليست جديدة، فقد استطاعت الحركة تجاوز الضربات الإسرائيلية في حروب سابقة، مثل حربي 2009 و2014، والصراع في أيار /مايو عام 2021. ولفت إلى أن دولة الاحتلال كانت تعلن عن تدمير أنفاق حماس وقياداتها، إلا أن الحركة سرعان ما كانت تستعيد قوتها.

وأكد الكاتب أن حماس تسعى إلى ترسيخ وجودها وتجنب أي فراغ يمكن أن يؤدي إلى انتقادها داخليًا. وأضاف: "مع انسحاب القوات الإسرائيلية، تريد حماس أن تُظهر قوتها بسرعة، وأن تحشد الجماهير للهتاف والاحتفال، ثم تبدأ في معالجة إعادة الإعمار".

وختم فرانتزمان بتسليط الضوء على استراتيجية حماس الإعلامية، موضحا أنها تمتلك سيطرة واسعة على كل تفاصيل الحياة في غزة، من الإعلام المحلي إلى المؤسسات التعليمية والصحية، وستوظف كل ذلك لتصوير المشهد على أنه انتصار للحركة.

هزيمة سياسية وعسكرية

ومن جانبه، علَّق المحلل العسكري رون بن يشاي، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن الحكومة "الإسرائيلية" تتجاهل أن "حماس ليست هيئة دينية متعصبة وخارجية فرضت نفسها على السكان، بل هي تعبير تنظيمي حقيقي عن رغبات غالبية سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة".

وأضاف " في الثقافة والتطلعات والأيديولوجية، فإن حماس هي غزة وغزة هي حماس".

وانتقد الحكومة اليمينية المتشددة التي يقودها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تسوق مصطلحات مثل "إسقاط حماس" و"النصر الكامل". 

وأشار إلى أن هذه عبارات غامضة في عالم الأدب والشعر، وليست مطالب تضعها حكومة مسؤولة على ما أسماه بـ"عدو أيديولوجي قاس".

ومن جهته، قال المحلل السياسي للصحيفة ذاتها آفي يسسخاروف، إن ما جرى هزيمة سياسية، وقال إن "حالة الأسيرات الثلاث التي تم الإفراج عنهن، وهن ينقلن إلى سيارات الصليب الأحمر في قلب غزة، محاطات بآلاف الفلسطينيين، بينهم مئات مسلحين بعصابات رأس خضراء.. تسلط الضوء على حجم الهزيمة السياسية لبلد وحكومة اختارا بوعي إدامة حكم حماس في غزة، حيث ظلت حماس قائمة بعد 15 شهرا من الحرب".

وأضاف "على الرغم من أن الحكومة برئاسة نتنياهو أعلنت أنها ستعمل على القضاء الشامل على حماس بمجرد بدء الحرب، فإن المنظمة لم تنجو عسكريا فحسب، بل بقي حكمها سليما".

فيما عقَّب المُحلل العسكري للقناة 14 العبرية نوعم أمير، ووصف المشاهد بأنها دليل حقيقي على فشل "إسرائيل" عسكريًا في تحقيق أهدافها.

وتساءل: "كيف نجحت حماس في إثبات وجودها والصمود بعد 15 شهرًا تقريبًا من الحرب والعمليات القتالية العنيفة والقاسية التي لم يسبق لها مثيل رغم الدمار شبه الكاملة في غزة ورغم تعهدات الجيش بالقضاء على مقدرات حماس".

 وتابع: "لقد حرص المتحدث باسم الجيش دانئيل هجاري على استعراض صور للدمار في غزة وترويجه كصورة انتصار؛ لكن مشهد المسلحين في غزة أثناء تسليم الأسيرات كان دليلًا على أن الواقع مختلف تمامًا وأن المصطلح الأفضل لما حدث هو فشل عسكري وسياسي، وتذكرة بأن المهمة في غزة لم تنتهِ بعد".

 

المصدر: فلسطين الآن