26.08°القدس
25.85°رام الله
22.67°الخليل
21.33°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل22.67°
غزة21.33°
السبت 15 مارس 2025
4.74جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

عمال غزة المقيمين بالضفة يقضون رمضان الثاني بعيدا عن عائلاتهم

خاص - فلسطين الآن

للعام الثاني على التوالي، يقضي محمد عسلية شهر رمضان بعيدا عمن تبقى من أفراد عائلته التي تقطن جباليا النزلة في شمال قطاع غزة.

عسلية (55 عاما) كان يعمل قبل السابع من أكتوبر 2023 في الداخل الفلسطيني المحتل، حيث أبعده الاحتلال إلى مدينة نابلس، ورفض حتى اليوم السماح له بالعودة، أسوة بمئات العمال المنتشرين في مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.

ويعيش عمال غزة العالقين بالضفة ظروفا مأساوية، حيث يمنع الاحتلال لم شمل هؤلاء العمال مع عائلاتهم وذويهم في قطاع غزة، ويضعهم في مصير مجهول منذ أكثر من عام ونصف تقريبا.

وفقد عسلية عددا كبيرا من أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة، بعدما ارتكبت طائرات الاحتلال، مجزرة مروّعة بحق عائلة عسلية في مدينة جباليا النزلة راح ضحيتها نحو 50 شهيدا في أيار مايو 2024، من بينهم ابناه وزوجته وثلاثة من أحفاده.

ويقيم عسلية الآن في مدينة نابلس، حيث تمكن من استئجار بيت هو وخمسة من أصدقائه، بعدما عاشوا أشهرا طويلة في غرف اللاعبين في الملعب البلدي في المدينة، وهو اليوم يعمل في مصنع للمواد الغذائية، بعدما فقد الأمل تقريبا بالعودة لغزة أو للعمل في الداخل.

ويستذكر الرجل الأجواء الايمانية التي كانت في منطقته، حيث تزيين الشوارع والمساجد، إضافة للإقبال الهائل على بيوت الله والتزاور.

يقول "كل هذا أصبح ذكرى. فمنطقة سكني باتت أثرا بعد عين. مسحتها طائرات وجرافات الاحتلال عن الخريطة، ونزحت عائلتي للجنوب ولم يعد منهم إلا عدد قليل".

ويتحدث عسلية يوميا مع أقاربه يشكو لهم وجع الغربة، "صحيح أنا أعيش اليوم بين أهلي وأبناء شعبي، وكلمة حق أنهم لم يقصروا معي ومع غيري، لكن نحن نشتاق لعائلاتنا ولحياتنا هناك".

أما شاكر عبد المالك وهو من رفح، فيقطن في مدينة رام الله في مركز إيواء وفرته لهم المحافظة، وهو لا يقل شوقا لأهله ولمدينته.

يقول "رغم الحصار الذي كنا نعاني منه قبل الحرب، لكن غزة كلها كانت تتحول إلى جنة في رمضان. أجواء رائعة تجدها في كل مكان. في المساجد والأسواق والبيوت".

وكغيره؛ فقد عبد المالك شقيقه وابنته، وسوت قوات الاحتلال منزله القريب من المعبر الحدودي بالأرض، كما أنه كان يملك مزرعة في تل السلطان أيضا دمرها الاحتلال تماما.

يقول إن أوضاع العمال الموجودين في الضفة صعبة جدا، حيث يقتلهم الحنين لذويهم، ويعيشون حياة الترقب الدائم خشية على مصيرهم وخوفا من عودة العدوان.

ويضيف "لا أشعر برمضان رغم التزامي بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والقيام، لكن قلبي وعقلي هناك. انتظر اليوم الذي أعود فيه إليهم".

وكانت شرطة الاحتلال شرعت بعد ساعات على أحداث السابع من أكتوبر 2023، بملاحقة عمال قطاع غزة في الداخل المحتل، واحتجازهم والتحقيق معهم وتوجيه اتهامات لهم بمساعدة كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في تزويدهم بمعلومات حول مواقع جيش الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة.

ووصل عدد المعتقلين آنذاك لنحو عشرة آلاف العمال وفقا لتقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي أشارت لإفراج الاحتلال لاحقا عن بضع آلاف منهم وإرجاعهم للقطاع بعد أسابيع من اعتقالهم،

في حين أبعدت نحو ألف للضفة، جرى نقلهم بواسطة عربات نقل عسكرية لنقاط الارتباط العسكري في أريحا، شرق الضفة الغربية؛ ومن ثم توزعوا لبقية المناطق.

ويعيش هؤلاء العمال في الضفة الغربية دون أوراق قانونية، فبمجرد أن وثائقهم تحمل اسم قطاع غزة فهم معرضون للاعتقال مرة أخرى من سلطات الاحتلال التي تحاول الانتقام منهم.

ويبيت جزء من هؤلاء العمال في شقق تم استئجارها من جمعيات خيرية، وآخرون وجدوا أقارب لهم فقرروا المبيت عندهم، وبعضهم قرر المبيت في المساجد والحدائق العامة، قبل استيعابهم في مراكز إيواء.

المصدر: فلسطين الآن