25.01°القدس
24.77°رام الله
23.86°الخليل
27.43°غزة
25.01° القدس
رام الله24.77°
الخليل23.86°
غزة27.43°
الإثنين 23 يونيو 2025
4.71جنيه إسترليني
4.92دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.02يورو
3.49دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني4.92
جنيه مصري0.07
يورو4.02
دولار أمريكي3.49

خبر: شقة رقم 10.. بذرة القسام في نابلس

سرد القيادي الكبير في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأسير سليم حجة بعضاً من مذكراته التي حدثت معه وإخوانه الأبطال في قيادة كتائب القسام بشمال الضفة الغربية وتحديداً في مدينة نابلس. وفي رسالة وزعتها اللجنة الإعلامية لحركة حماس في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يروي حجة تفاصيل ما عرف بـ"شقة شارع رقم 10"، التي كانت بمثابة غرفة العمليات لكتائب القسام بنابلس، حيث كانت تتم الاجتماعات والتجيهزات لتوجيه ضربات مؤلمة لدولة الاحتلال وجنودها ومستوطنيها. ويتحدث في الجزء الثاني من المذكرات عن اعتقاله من قبل جهاز "الوقائي"، ونقله بالتنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى سجن بيتونيا، مروراً بالتحقيق معه ومع مجموعة من المقاومين هناك، وصولاً إلى محاصرة جنود الاحتلال للمقر عام 2002 وهدم أجزاء كبيرة منه قبل أن يقوم كل من فيه من أجهزة السلطة "عناصر وقيادات" بتسليم أنفسهم بعد رفضهم طلبات المقاومين اعطائهم السلاح للتصدي لقوات الاحتلال. [title]شقة 10[/title] يصف حجة الشقة قائلاً: "هي الجامعة والمبنى والمخبأ، وغرفة العمليات وغرفة الاجتماعات هنا كان القسام، هنا فكر وخطط ودبر، وهنا تدربوا إلى أن أصبحوا قادة وشهداء وأسرى، من هنا انطلق العمل العسكري، وانطلقت الضفة لتذيق العدو ويلات جرائمه.. من هنا انطلقت نابلس ورام الله وجنين وطولكرم وقلقيلية، وإلى هنا جاءت الخليل ومخيم جنين وبيت لحم، وهنا تواصلت غزة، هنا وقع اسمه بالدماء المجاهد أيمن حلاوة، صلاح دروزة، هاشم النجار، ضياء الطويل وقيس عدوان، طاهر جرارعة، ومهند الطاهر وأحمد مرشود، من هنا سمعت أصوات الانفجارات وصفارات الانذار في القدس و"تل أبيب" ونتانيا وحيفا، من هنا صدر البيان الأول للقسام، من هنا جاء الوعيد بالرد والانتقام، من هنا صور أول استشهادي.. هنا كانوا على لائحة الاغتيال، جزء ممن كانوا تم اغتيالهم". ويتابع "في شقة شارع رقم 10، هنا جلس أيمن، هنا خطط سليم، هنا صور ضياء الطويل، هنا كان بلال البرغوثي، هنا تعلم عبد الله البرغوثي التصنيع، الباب، الحائط، الشباك والبلاط، كلها تشهد على القسام وأحفاد القسام، من هنا بدأ أيمن حلاوة وسليم حجة، هنا غرفة أسرار القسام وأرشيفه، هنا لو تكلمت هذه الشقة حتما ستقول كلمة واحدة فقط: القسام ... القسام ... القسام، هنا شقة الشهداء والأسرى، هنا كانت قصة الشهادة والشهداء والقادة والأسرى". "هنا شقة "أم العبد" و"أم يحيى" و"القسام 19"، هنا المصنع، من هنا أرسلت الطرود المفخخة والعبوات الناسفة، والاستشهاديين إلى "اسبارو" والتلة الفرنسية و"الدولفرانيوم" ونهاريا ونتانيا.. من هنا نبدأ بالكلام على لسان من شارك في صنع الحدث، وصنع المجد والانتصار". [title]البداية القسامية[/title] شقة شارع رقم 10، تقع في منطقة رأس العين، شارع طارق بن زياد، الطابق الأرضي لإحدى العمارات التي لم يخطر ببال صاحبها بأنها ستصبح أشهر بيت في فلسطين في وقت ما. موقع الشقة متميز من الناحية الأمنية لاحتوائها على مدخل مستقل بخلاف المدخل الرئيسي للعمارة، هذا الشيء جعل أبناء القسام يختارونها ويفضلونها على الشقق الأخرى، هذا المدخل جعل حركة المجاهدين سهلة فهناك كنا نلتقي، كبديل عن أماكن الاجتماعات الأخرى التي كانت تتم سابقاً في الشارع أو المقاهي". في البداية كان الهدف من وجود الشقة إجراء تجارب التفجير عن بعد، حيث كانت تتم التجارب على مواد كيماوية بكميات محدودة، إضافة إلى اللقاءات والاجتماعات الجهادية، ثم لاحقاً أصبح مكان لتحضير العبوات الناسفة التي أرسلت إلى المدن المحتلة موقعة باسم شقة شارع 10 وعليها بصمات أيمن حلاوة الذي كان لقنابله طعماً وحلاوة لم نعهده من قبل". [title]مسيرة الشقة الجهادية [/title] يقول حجة "استأجرت الشقة تحت غطاء أنني طالب في جامعة النجاح ولعدم قدرتي على العودة إلى بلدتي "برقة" بسبب اغلاق الاحتلال الشوارع، فاضطر إلى المبيت في نابلس واستاجر هذا المكان لينام فيه وهكذا كان". ويضيف: في الأيام الأولى كان ينام في الشقة كل من الشهداء المجاهدين مهند الطاهر وطاهر جرارعة ثم لاحقاً وقع اسمه على قائمة الشرف وقائمة من دخل هذه الشقة الاستشهادي القسامي الشهيد ضياء الطويل الذي جاء من رام الله وفيها صور وصيته ونام فيها ليلته الأخيرة. ويكشف حجة أن في تلك الشقة صنعت العبوة التي فجرها المجاهد زيد الكيلاني وقتلت اسرائيلي وجرحت تسعة آخرين، وصنعت عبوات ناسفة أخرى لم يسفر استخدامها عن اصابات لأنها كانت في طور التجريب. ولفت إلى أنه حضر إلى الشقة نفسها المجاهد مازن ملصة الذي جاء من الخارج، حيث استقبله المجاهد صلاح دروزة وسلمه إلى المجاهد أيمن حلاوة، حيث كان ملصة يحمل معه رسائل دوائر كهربائية ونشرات أمنية، ودرب أيمن حلاوة على تصنيع مادة النيتروجليوكين أو "أم العبد" المذابة في الكلوروفورم من أجل زيادة قواتها ودربه على العبوات الجانبية المضادة للمركبات والعبوات التلفزيونية وعلمه صناعة الدائرة السابعة، المختصة بالتفجير من خلال الجوال وأحضر معه أيضا نشرات الأمن الجنائي. ليجري بعدها حلاوة بجهوده تجارب على الدوائر الالكترونية، لأن التصاميم التي أحضرت من الخارج لا تتوفر بكاملها عندنا لأن الأسواق لا تحتوي على الكثير من القطع الالكترونية التي يمنع الاحتلال بيعها في الضفة، وقد نجح فيها تصنيع عبوات متطورة تنفجر عن طريق "الريموت كونترول". ويواصل حجة وصفه للشقة بالقول: هنا تدرب وتخرج مهندسو القسام وخبراء التصنيع الذين لقنوا العدو الدرس، ومنهم المجاهد ناصر نزال من قلقيلية حيث تدرب في هذه الشقة على تصنيع مادة "أم العبد" والعبوات التلفزيونية والعبوات الجانبية، والمجاهد عبدالله البرغوثي من قرية بيت ريما، حيث تدرب على يد المهندس حلاوة على تصنيع المواد المتفجرة، برفقة المجاهد الأسير بلال البرغوثي. [title]حادثة الإنفجار[/title] وحول حادثة كشف الشقة الآمنة يكشف حجة أن المجاهد أيمن حلاوة قام بتصنيع عبوة ناسفة فأعطاها للأسير حجة الذي غادر بها، وبعد أن سار مسافة تقارب ثلاثمائة متر سمع صوت انفجار في البيت. يقول عن ذلك "هذا الانفجار سمع أيضا في سلطة رام الله ومركز الشاباك في "تل أبيب"، كأن هذا الانفجار أعلن للعالم الكشف عن المجموعة التي هزت هذا "الكيان".. المجموعة الأخطر التي زرعت الرعب في كل شوارعها، المجموعة التي جعلت الصهاينة يفتحون مقابرهم لاستقبال أشلاء قتلاهم، هنا ظهر للعالم الثنائي المرعب المجاهدين أيمن حلاوة وسليم حجة". ويواصل حجة بالقول: بعد أن سمع المجاهد سليم صوت الانفجار خشي على صديقه أيمن أن يكون قد تم اغتياله وحتى يتأكد، قام بالاتصال عليه، ولكن أحد لم يرد، عندها ازداد يقينه أنه قد استشهد، وصار التوجه إلى الشهيد أحمد مرشود، ذلك المجاهد الذي أوصل وفتح خط بين سليم مع المجاهد صلاح دروزة، وطلب منه الاختفاء عن الأنظار حتى يستوضح الأمر، خاصة أن الشقة مستأجرة باسم سليم حجة. حاول مرشود أن يسوي الأمر مع أجهزة السلطة، لكنها رفضت وبدأت تبحث عن سليم حجة الذي أصبح مطلوب رقم واحد لها ولـ"إسرائيل"، هذا وبدورها حاصرت أجهزة السلطة المنطقة والشقة حيث عثرت فيها على حقيبة متفجرات وأسلحة أم 16 ومسدس ودوائر كهربائية. ويتابع "طلبني مرشود للقاء مع الشهيدين جمال منصور وصلاح دروزة، ويجب علي كتابة تقرير عن ما جرى وعن العمل العسكري ككل.. ذهبت إلى بيت دروزة الكائن في وادي التفاح، ووجدته ينتظرني، في حين تعذر على الشيخ جمال الحضور. [title]كيف حدث الانفجار[/title] الأسير حجة يبين أن الانفجار حدث بعد أن صنع المجاهد أيمن حلاوة العبوة الناسفة، حيث تبقى جزء من المادة المذاب بالكلوروفورم الذي صنعت منه العبوة في "جاط" أو قعرة، ورغم قلة المادة إلا أنها بعد أن نشفت بمجرد تحريك أيمن المادة بالمسطرة من أجل تجميعها حدث انفجار هائل أصابه بجراح بالغة نتيجة طيرانه وارتطامه بالأرض، كما أدى إلى تدمير جدران الشقة وانهيار جزء منها إضافة إلى الشبابيك والأبواب. وبعدها بدأت أسماء المجاهدين تظهر أمام الاحتلال.. سليم حجة الذي يسكن في برقة، في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية ويمر يومياً من أمام جنود الاحتلال، كيف حدث ذلك أين كان عملاؤهم ومخابراتهم!، وبدأوا يتساءلون عن طبيعة العقول التي تقف في مواجهتهم، عندها أدركوا أن المعركة هذه المرة مختلفة لأن نوعية هؤلاء الرجال جديدة لم يعتادوا عليها. يتابع سليم "نعود إلى الشقة وإلى المجاهد أيمن حلاوة الذي أرسل رسالة لكل مجاهد من أبناء القسام بأننا سنحمي هذه الدعوة والحركة بأرواحنا ودمائنا مهما كانت الظروف، ورغم إصابته البالغة، أخذ بعض الأوراق والديسكات الهامة والخاصة بالقسام وأعطاها مع بعض الأغراض الأخرى لأحد شباب الحركة، وفور أن اطمأن عليها فقد الوعي ودخل حالة الخطر، حيث نقل إلى المستشفى.. وخلال تواجده فيها شعر جميع الأطباء والممرضين طبيعة علاقة هذا الإنسان الذي لا يعلمون عنه شيء مع الله، إذ أنه طيلة فترة غيابه عن الوعي كان لسانه رطب بذكر الله بشكل مستمر وغير منقطع". يتبع.. الجزء الثاني