24.07°القدس
23.74°رام الله
22.19°الخليل
28.09°غزة
24.07° القدس
رام الله23.74°
الخليل22.19°
غزة28.09°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: لماذا قتل الثوار مواطناً فلسطينياً في ليبيا!!

"وجدان شكري عيّاش" شاعرة فلسطــينية من "غزة" تقيم في "ليبيا" مع أسرتها منذ طفولتها. شاركت في معظم الأمسيات والمهرجانات ومعارض الكتاب التي نظمتها ليبيا، ونشرت قصائدها في معظم الدوريات الأدبية العربية والليبية وهي عضو اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين. وحسب تقرير حول الحادثة نشرته صحيفة "الحياة اللندنية" الاثنين 26-9-2011، يظهر أنَّ "وجدان" عاشت هي وأسرتها منذ السبعينات من القرن الفائت في "بنغازي"، وإخوتها كلهم ولدوا في "بنغازي". تزوجت "بليبي" وعشقت مدينة "بنغازي" المسماة (برباية الذائح) أي التي يعيش فيها كل تائه أو غريب. استبشرت كثيراً بقدوم الثورة وتفجرها في مدينتها وكتبت قصائد تأييد لها. هي الآن حزينة ومحبطة، فبين حبها للثورة وحبها لأخيها تضطرم أحاسيسها. تقول في قصيدتها الأخيرة واصفة بنغازي وليبيا بعد مقتل أخيها: "وطنٌ من ريحٍ وهباء، يُجرِدُ النهرَ من أمنياته، فلا شجرٌ على ضِفافِ النشيد، ولا ثمرٌ على غُصنِ الندى". "وجدان" الآن على مفترق طرق بين ثورة أحبتها وبين ثوار شباب أحبتهم فخذلوها. هي الآن تناصر الثورة كمبدأ وتواكبها لكن في الوقت نفسه تطالب بـ "القصاص للمذنبين حفظاً للكرامة الإنسانية ولدماء الشهداء السائلة من أجل العدالة والحرية". يعرف في "بنغازي" بـ"فتحي الكهربائي" واسمه الرسمي هو" فتح شكري مصطفى عياش". فلسطيني من مواليد "بنغازي" عام 1970. يعمل كهربائياً وهو معروف لدى معظم أصحاب السيارات في "بنغازي". متزوج ولديه أربع أبناء. تقول وجدان: "في يوم 5 - 7 - 2011 جاءت مجموعة مسلحة من الثوار إلى بيت أخي "فتح" وقبضت على ابن أخي منتصر وبقيت المجموعة كامنة في البيت تنتظر عودة أخي "فتح" إلى البيت بعد أن أخذوا الهاتف عنوة من ابن أخيه الصغير "مصطفى" واتصلوا به ومن طريق الخديعة أبلغوه بأن حريقاً شب في سياراته بالبيت (الحق سيارتك شاطت فيها النار). وكان يرافق مجموعة الثوار المسلحة فتى صغيرا (12 عاماً) يعمل في محل مواد غذائية في منطقة "قنفوده" القريبة من "القوارشة" يدعي بأن ابن أخي "منتصر" قام بتسليمه( 300 دينار) من أجل تسليمه مفتاح سيارة مفخخة آتية من منطقة "مراده" وذكر أن أخ "فتح" كان قد تردد على المحل ويرتدي جلابية بيضاء "على رغم أن أخي لم يرتدِ في حياته أي جلابية إلى حد الآن". وتضيف "بعـد المهاتفة المخادعة وصل أخي سريعاً إلى البيت ومعه ابنه، فقامت المجموعة المسلحة التابعة للثوار باعتقاله مع ابن أخيه الصغير، واقتادته إلى مقر الكتيبة في إحدى مدارس منطقة "بن يونس" القريبة من مســـتشفى "الجلاء"". "هناك وضع أخي في غرفة وابن أخيه في غرفة وحققوا معهما ومورست عليهما شتى أصناف التعذيب من دون أي دليل مادي على ارتكابهما جريمة التفخيخ سوى إفادة الصبي المراهق". وتتابع "في المدرسة تم تعذيب أخي تعذيبا وحشيا حتى لفظ أنفاسـه وبعدها لم تقـم هذه الكتيبة بتسليمه لنا أو إلى المستشفى، إنما قامت برميه في منطقة مظلمة قرب مستشفى "الجلاء"، ليتم لاحقاً نقله إلى المستشفى ميتاً حيث كشف على جثته الطبيب الشرعي وسجل أسباب الوفاة التي تبين أنها ناجمة عن إصابات شديدة في الرأس ونزيف داخلي تحت الجلد وحروق في الأطراف وليقرر أن الإصابة جنائية والموت كان نتيجة التعذيب". عضو المجلس الانتقالي "فتحي تربل" زار العائلة المنكوبة في البيت وقدّم العزاء وسلّم رسالة تعزية رسمية أشاد فيها بدور الفلسطينيين في إنجاح الثورة و"اختلاط الدم الليبي بالدم الفلسطيني في التصدي للطاغية القذافي في ثورة 17 فبراير أو عبر استشهادهم مع إخوتهم الليبيين في مذبحة "بوسليم"، ووعد بالتحقيق في حادثة الوفاة ومعاقبة المذنبين مهما كانت مناصبهم. تقول وجدان عن موقف السفارة الفلسطينية من القضية: "لن يخذلنا الباري ونحنُ نترقبُ بِشغفٍ ما تجودُ به النخوةُ واللحمةُ الوطنيةُ الفلسطينية، الموقف الرسمي لِسفارتنا في ليبيا في شأنِ قضيةِ اغتيال أخي "فتح" غامضٌ في سلبيتهِ وصمتهِ". الناشط الحقوقي والكاتب "مصطفى الجهاني" المقيم في بريطانيا قال: "من الآن باشرت بالنظر في الواقعة بإحالتها على المختصين بالمنظمة لدراستها من الناحية القانونية، وقد اتصلنا بالسيدة "وجدان" أخت الشهيد لتوثيق إفادتها ومعلوماتها في شكل مفصّل".