تواصلت الاحتجاجات داخل "إسرائيل" ضد الحرب المستمرة على قطاع غزة، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية بانضمام مئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات العسكرية "8200"، إلى جانب قرابة ألفي أكاديمي من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي، إلى عرائض تطالب بإنهاء الحرب، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الأسرى.
ونقلت القناة 12 العبرية، عن بيان للأكاديميين تأكيدهم أن "الاتفاق هو الحل الوحيد لإعادة الأسرى، وأن الضغط العسكري يؤدي غالبًا إلى مقتلهم"، مشيرين إلى أن استمرار الحرب يخدم "مصالح سياسية وشخصية" على حساب المصلحة الأمنية.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 13 أن جنود الاحتياط في وحدة "8200" حذروا في رسالتهم من أن إطالة أمد الحرب يعرض حياة الجنود والأسرى للخطر، وأعربوا عن قلقهم من تزايد ظاهرة الامتناع عن الخدمة في صفوف الجيش.
من جهتها، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن نحو 100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط وقعوا أيضًا على عريضة تدعو إلى وقف الحرب، في موقف غير مسبوق في أوساط المؤسسة العسكرية.
وفي تصعيد لافت، صدّق رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، يوم أمس الخميس، على قرار يقضي بفصل عدد من القادة الكبار ونحو ألف من جنود الاحتياط من الخدمة، بعد توقيعهم على رسائل تدعو إلى وقف الحرب.
وقال زامير إن "الجنود لا يمكنهم التوقيع على عرائض ضد العمليات العسكرية ومن ثم العودة للخدمة"، واصفًا ما حدث بأنه "خطير".
وفي تطور موازٍ، نشر 970 من جنود الاحتياط السابقين والحاليين في سلاح الجو رسالة مفتوحة تدعو إلى إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، حتى لو تطلّب ذلك وقفًا فوريًا للحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وقد أثارت هذه الرسالة، التي تصدرت وسائل الإعلام العبرية، جدلًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، ووُصفت من قبل هيئة البث الرسمية بأنها أحدثت "عاصفة في المستويات العليا للقوات الجوية".
ورفض وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس الرسالة "بشدة"، معتبرًا أنها "تمس بشرعية الحرب التي وصفها بالعادلة".
وشملت قائمة الموقعين على الرسالة شخصيات عسكرية بارزة، من بينها رئيس الأركان الأسبق الفريق احتياط دان حلوتس، والقائد السابق لسلاح الجو اللواء نمرود شيفر، والرئيس السابق لسلطة الطيران المدني العقيد المتقاعد نيري يركوني.
وجاء في نص الرسالة: "نحن مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدون، نطالب بعودة الأسرى إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية".
في المقابل، لم يستبعد الجيش انضمام المزيد من جنود الاحتياط العاملين إلى هذه الحملة، وسط تصاعد الأصوات المنادية بإنهاء الحرب.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 59 أسيرًا لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، بينهم 24 على قيد الحياة، فيما تحتجز "إسرائيل"" أكثر من 9500 فلسطيني في سجونها، في ظروف وصفتها تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية بأنها تتسم بالتعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع، وأدت إلى وفاة عدد من المعتقلين.
وتواصل "إسرائيل" حربها على قطاع غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط اتهامات دولية متزايدة بارتكابها إبادة جماعية بحق السكان، أسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.