كشفت تقارير إعلامية عن عبور عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى سيناء المصرية، لقضاء عطلة عيد الفصح اليهودي، رغم التحذيرات الأمنية الصادرة عن حكومتهم.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن نحو 40 ألف سائح إسرائيلي، توجهوا إلى المنتجعات السياحية المصرية في سيناء، خلال هذه الفترة.
من جهتها، أكدت مصادر مصرية لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "السلطات المصرية تتعامل مع جميع السائحين بمعيار واحد، بما في ذلك الإسرائيليين، ضمن منظومة أمنية متكاملة".
وأشار مسؤول مصري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن معظم الزائرين الإسرائيليين ينتمون إلى فئة "عرب 48"، ويفضلون المنتجعات الاقتصادية في طابا ودهب ونويبع.
وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، أن "سيناء استقبلت نحو 25 ألف سائح إسرائيلي، خلال الشهر الماضي فقط، ما يؤكد استمرار شعبيتها كوجهة مفضلة رغم الأوضاع الأمنية".
يأتي هذا في وقت حذّر فيه مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مواطني بلاده من السفر إلى سيناء، مشيرًا إلى "مخاطر هجمات محتملة من قبل جماعات مسلحة". ومع ذلك، أشار مسؤولون مصريون إلى أن بلادهم تلتزم بالاتفاقيات الدولية وتوفر الحماية لجميع الزائرين دون تمييز.
ومن الناحية اللوجستية، أعادت السلطات الإسرائيلية فتح الطريق السريع رقم 10 المؤدي إلى معبر طابا، بشكل مؤقت لتسهيل حركة السائحين، ويعد هذا القرار استثنائياً نظراً للإغلاق الأمني المفروض على هذا الطريق، منذ عام 2011.
من جانبهم، رأى خبراء أمنيون مصريون أن هذه التحركات تعكس ثقة دولية في الإجراءات الأمنية المصرية، خاصة بعد الزيارة المشتركة التي قام بها الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى شمالي سيناء في الآونة الأخيرة، مؤكدين أن المناطق السياحية جنوبي سيناء تتمتع بمستويات أمن عالية تجذب السياح من مختلف الجنسيات.
يذكر أن النيابة العامة المصرية أمرت، في سبتمبر/ أيلول الماضي، "بحبس متهمين إسرائيليين في وقائع التعدي بالضرب على 3 عاملين بفندق بمدينة طابا وإصابتهم واستعراض القوة والإتلاف".
وأشارت النيابة المصرية، في بيان لها، إلى أنها "تلقت إخطارًا بنشوب مشاجرة بأحد الفنادق بمدينة طابا بين المتهمين إسرائيليي الجنسية، و3 من العاملين بالفندق، على إثرها قام المتهمان باستعراض القوة واستخدام العنف ضد المجني عليهم والتعدي عليهم بالضرب، مما أدى إلى إصابتهم وإتلاف محتويات بالفندق".
وأضاف البيان أن "النيابة العامة باشرت التحقيقات، واستهلتها بالانتقال للمستشفى وسؤال المجني عليهم ومناظرة ما بهم من إصابات، والتي ثبت بالتقارير الطبية أنها تنوعت بين كسر بعظام الجمجمة، وجروح قطعية، كما استمعت لشهود الواقعة، وطالعت المقاطع التي صورت ملابساتها".
وقد أمرت النيابة العامة بحبس المتهميْن احتياطيًا؛ بعد أن استجوبتهما ووجهت إليهما ارتكاب جرائم استعراض القوة وإثارة الذعر والخوف بين المواطنين والتعدي بالضرب والإتلاف، وجارٍ استكمال التحقيقات.