تستأنف الولايات المتحدة وإيران السبت في روما المحادثات بشأن برنامج طهران النووي، بعد أسبوع على جولة أولى وصفها الجانبان بأنها "بنّاءة".
ووصل الوفد الإيراني بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى روما للمشاركة في هذه الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة، وفق ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي الإيراني وظهر فيها عراقجي ينزل من طائرة رسمية ليلا.
وأشار التلفزيون إلى أن المحادثات ستبدأ في الساعة 10,30 بتوقيت روما (8,30 ت غ).
ويعقد عراقجي هذه المحادثات مع الموفد الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوساطة سلطنة عمان، بعد الجولة الأولى في مسقط.
وهو ثاني اجتماع على هذا المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
واعتمد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، كان من أبرز محطاتها انسحابه من الاتفاق المبرم عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجا عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" هذه.
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين واشنطن وطهران منذ 1980، بعد وقت قصير على الثورة الإسلامية في إيران.
وكشف ترامب في مطلع آذار/مارس أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل لاتفاق.
وقال ترامب الخميس "لست في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".
وعشية هذه المحادثات، أعرب عراقجي عن "شكوك جدية بشأن نيات الجانب الأمريكي ودوافعه" لكنه أكد "سنشارك في مفاوضات الغد (السبت) على أي حال".
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية السبت على إكس "إننا ندرك أن الطريق لا يخلو من العقبات" قبل التوصل إلى اتفاق.
"قرار مهم"
وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي، العدو الإقليمي لطهران، في أن الأخيرة تسعى إلى التزوّد بالسلاح النووي. من جهتها، تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.
في مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3,67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار مهم" بشأن ما إذا كانت ستفعّل "آلية الزناد" التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
"خطوط حمراء"
وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية "خطوطا حمراء".
وحذر عراقجي الجمعة من "تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية" بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية الذي يثير مخاوف في العالم.
وتقود إيران في الشرق الأوسط "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة والذي يضم
تنظيمات أبرزها حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن وفصائل عراقية مسلحة.
وأكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها "مسار تحرك واضحا" لمنع ذلك.