غريبة هي أحلام المواطن الفلسطيني، فبقدر ما هي كبيرة وعظيمة.. هي أيضا صغيرة متواضعة وبديهية عند الآخرين. الفلسطيني يحلم بالتحرير، ويحلم أيضا بتيار كهرباء لا ينقطع، يحلم بالحرية.. ويحلم أن يستيقظ فيجد أنبوبة الغاز ممتلئة، يحلم بالصلاة في الأقصى محررا، ويحلم بالإسمنت يمر عبر المعابر الفوقية والتحتية، يحلم بأن يطوف العالم بجوازه الفلسطيني، ويحلم بتنسيق أمني للسفر في المطارات والمعابر المصرية، يحلم أن يستمتع بشبابه مثل شباب العالم، ثم يحلم أن يجتاز سن الأربعين حتى يمر عبر معبر رفح دون تنسيق.. ويحلم أن يختم جوازه مثل باقي الجنسيات في مطار القاهرة ولا يقال له: "فلسطيني من غزة.. امشي اؤف هناك". في النهاية يحلم الفلسطيني أن ينام ولا يوقظه صاروخ طائرة اف 16، وأن يهمس في أذن زوجته دون أن ترصده "الزنانة". ورغم أن تحقيق الأحلام صعب المنال لكنه ليس مستحيلا، فقد عشنا لسنوات خلت كانت فيها الجريمة الكاملة في ذلك العصر أن يولد الإنسان فلسطينيا، لكنا اليوم لم نعد نخشى أن نعلنها ونفتخر بهويتنا. وبدل أن نحلم بالهجرة ونهرب منه، أصبح الواحد منا ما أن يغيب عن هذا الوطن أسبوعا أو أسبوعين حتى ينام والدموع تغطي وسادته حنينا وشوقا إليه. ثم أصبحنا نجيد تفسير أحلامنا، ولم يعد تفسيرها حكرا على السياسيين، وابن سيرين، ولا نقبل أن يكون لنا حلم واحد بعدما عاش المواطن العربي لسنوات بحلم واحد ينطبق عليه المثل الشعبي: "حلم الجعان عيش" أنا فلسطيني ولدي أحلام .. كذلك كان حلم داعية الحقوق المدنية الأمريكي "مارتن لوثر كنج" قبل 50 عاما.. "لدي حلم"، خطبة ألقاها عند نصب لنكولن التذكاري، قال فيها: "لدي حلم بأنه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معاً على منضدة الإخاء." على أية حال سوف نقدم مجموعة من النصائح لكي يكون سقف أحلامك مرتفعا ومنها على سبيل المثال: - لا تذهب إلى الفراش وأنت تشعر بالعطش وإلا ستحلم على الأرجح بالمياه. - لا تكثر من شرب الماء قبل الخلود للنوم لأنك ستحلم بالتبول وعندها قد تستيقظ مبلولا - أفرغ ذهنك من كل الأفكار وبالك من كل الهموم وإلا سيتحول حلمك إلى شبه كابوس. - لا تذهب إلى الفراش وأنت تحمل أوراق العمل وإلا سيكون حلمك مزعجا. - إذا استيقظت من النوم في وسط الحلم وكنت ترغب في متابعته ابق في وضعية النوم نفسها وعد للنوم. وأخيرا ضع دفترا قرب السرير تسجل عليه أحلامك وتدون الملاحظات لعلنا نجد في أحلامك حلا لأزمة الكهرباء، والمياه المالحة، والوجوه الكالحة.